لقطة للدمار الذي لحق بأحد برجي مركز التجارة العالمي
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- تصادف اليوم السبت الذكرى التاسعة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، التي طالت مدينتي نيويورك وواشنطن، وأسفرت عن سقوط نحو 3 آلاف قتيل، غير أن هذه المناسبة تصادفت مع جدل حاد حول مشروع لبناء مركز إسلامي بالقرب من موقع مركز التجارة العالمي في مانهاتن بنيويورك.
الأمريكيون أحيوا الذكرى في الوقت الذي ضربت به الطائرتان برجي مركز التجارة العالمي، بالصمت، وتلا ذلك قراءة لأسماء ضحايا الهجمات بصوت مرتفع.
الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعا بهذه المناسبة إلى مزيد من التسامح الديني في هذه المناسبة، معلناً أن الحرب ليست على الإسلام وإنما على "مجموعة إرهابية خطفت الدين لنفسها."
واعتبر أوباما تنظيم القاعدة بأنه "مجموعة من الرجال المارقين الذين يحاولون احتكار الدين لأنفسهم"، موضحاً أن "الدين لم يهاجم الولايات المتحدة في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، وإنما تنظيم القاعدة."
وقال في احتفال في مقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" إن الولايات المتحدة ستظل تحمل وبقوة القيم والفضائل التي تميزها كأمة، مضيفاً "فيما ندين عدم التسامح والتظرف في الخارج، فإننا سنظل مخلصين لقيمنا وعاداتنا هنا في الوطن، بوصفنا أمة ذات تنوع وتسامح."
وفي الأثناء، شاركت السيدة الأمريكية الأولى في مراسم في شانكسفيل بولاية بنسلفانيا.
المسلمون في الولايات المتحدة التزموا بعدم الاحتفال بعيد الفطر، الذي جاء متزامن مع ذكرى الهجمات، خشية تفسير ذلك بأنه احتفال بالهجمات، في وقت تزايد فيه التوتر والجدل بشأن مشروع بناء مركز إسلامي في منطقة "الأرض صفر"، وبعد أن ازدادت سخونة الجدل فيما يخص محاولة القس تيري جونز، إحياء الذكرى نفسها بحرق نسخ من القرآن، وهو الأمر الذي دعا مسؤولين كبار، بمن فيهم أوباما نفسه، وقائد القوات الأمريكية في أفغانستان، إلى عدم قيامه بذلك.
الجهود الأمريكية أثمرت عن تخلي القس جونز عن مخططه، غير أن الجدل بشأن المركز الإسلامي مازال قائماً، ودخل الملياردير الأمريكي، دونالد ترامب على الخط بعرض لشراء قطعة الأرض من مالكيها المسلمين.
وفي الأثناء، خرجت مظاهرة بمدينة نيويورك لدعم مشروع إقامة المركز الإسلامي بالقرب من "الأرض الصفر"، بعد ظهر السب.
المتحدثون في المظاهرة ذكروا بأنه سقط مسلمون أيضا ضحايا لهجمات 11 سبتمبر/أيلول، وتطرقوا إلى المشاعر المعادية للإسلام في الولايات المتحدة، معتبرين أنها "نتيجة غضب مضلل."
وردد المتظاهرون شعارات تقول "نعم للوحدة.. لا للعنصرية."
وجاءت هذه المظاهرة بعد وقت قصير تجمع آلاف الناس في موقع النصب التذكاري لهجمات 11 سبتمبر/أيلول.
وقالت سارة فلاوندرز، منظمة الحدث: "رسالتنا هي الوقوف معاً في وحه العنصرية، وضد التحيز ضد المسلمين."
وذكّر متظاهرون بما حدث لليابانيين أثناء الحرب العالمية الثانية، واحتجازهم في معسكرات، مشيرين إلى أنه يتم تصوير الإسلام في القرن الحادي والعشرين بصورة غير عادلة، وأنه نسخة القرن الحادي والعشرين من الشيوعية.
وخرجت تظاهرة مضادة حيث كان المتظاهرون يحملون الأعلام الأمريكية ويرددون شعارات "يو أس إيه" و"لا لبناء مسجد"، فيما قامت الشرطة بالفصل بين الجانبين.