جرائم الكراهية ضد المسلمين في ارتفاع بأمريكا
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- دعا المدعي العام الأمريكي، أريك هولدر، قادة من الطوائف المسيحية واليهودية والإسلامية إلى اجتماع يعقد في واشنطن الثلاثاء، لدراسة الأوضاع المتوترة في البلاد بسبب الشحن الذي رافق الحديث عن بناء مسجد في منطقة قريبة من موقع هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001.
ومن المقرر أن يتطرق الاجتماع إلى تزايد "الإسلاموفوبيا" وارتفاع نسب "جرائم الكراهية" الموجهة ضد المسلمين، خاصة مع اقتراب ذكرى الهجمات وتزامنها مع عيد الفطر، في حين تترقب الأوساط الإسلامية ما قد تقوله وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، في حفل بمناسبة شهر رمضان تحضره الثلاثاء، وقد يكون لها كلمة خلاله.
وتتزامن هذه التطورات مع إعلان أوساط مقربة من الجهات المشرفة على بناء مسجد نيويورك المثير للجدل عن عودة رئيس المشروع، الإمام فيصل عبدالروؤف، الذي أنهى جولة شرق أوسطية استمرت لأكثر من أسبوع.
وقالت ديزي خان، زوجة عبدالروؤف، أن رجل الدين المعروف سيدلي بموقف محدد حول موضوع بناء المسجد وما رافقه من جدل في وقت قريب، وذلك دون أن تحدد الموعد بشكل دقيق.
ويشكل اقتراب موعد عيد الفطر أحد مصادر القلق بالنسبة للمسلمين في الولايات المتحدة، إذ أن نهاية شهر رمضان وبدء عيد الفطر يتزامنان مع ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، الذي تخطط بعض الجهات الكنسية الأمريكية لإحيائه من خلال الدعوة إلى حرق المصحف.
وعبرت كبرى المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة عن خشيتها على المسلمين، حيث قال إبراهيم هوبر، مدير الاتصالات الوطني في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير": "سوف يتردد أبناء الجالية الإسلامية في الاحتفال بهذه المناسبة، التي تصادف ذكرى هجمات 11/9، رغم أن الأمر لا يعني الاحتفال بتلك الهجمات."
ويأتي ذلك في وقت يشعر فيه الكثير من المسلمين الأمريكيين بتعمق الجدل المحيط بمشروع بناء مركز إسلامي ومسجد بالقرب من المنطقة التي وقعت فيها الهجمات، والتي يشار إليها بالمنطقة صفر، في نيويورك.
وجرت العادة أن تستمر الاحتفالات بالعيد بشتى مظاهرها على مدى ثلاثة أيام، غير أن المركز الثقافي الإسلامي في فريسنو بكاليفورنيا، أعلن عن إلغاء خططه الاحتفالية بالعيد، وذلك لأسباب تتعلق بزيادة "الاعتداءات ضد الإسلام والمسلمين التي تلت اقتراح مشروع بناء مركز إسلامي ومسجد في حي مانهاتن"، بحسب بيان صادر عن المركز.
وسبب البيان، الذي نشر في موقع المركز على الإنترنت، هذا القرار: "لمنع المتطرفين من استغلال فرصة الزعم بأن مسلمي أمريكا يحتفلون في ذكرى هجمات 11 سبتمبر/أيلول."
كما تم تأجيل أو تقديم "يوم العائلة المسلمة" إلى العاشر من سبتمبر/أيلول أو الثاني عشر منه، الذي ستحتفل به كل المدن التي تضم جاليات إسلامية، حتى لا يتصادف مع ذكرى الهجمات.
وفي الأثناء، دعا ائتلاف للجماعات الإسلامية الفاعلة إلى إعلان يوم 11 سبتمبر يوم خدمة عامة، وذلك في محاولة لتلميع صورة المسلمين الأمريكيين في هذا الوقت الحساس، ذلك أنه يعتقد أن كل الأعين ستتجه نحو المسلمين، على اعتبار أن الصورة الإعلامية حولهم ستتركز حول إدارة المسلمين الأمريكيين ظهرهم للشعب الأمريكي.