متحف الهولوكوست يتوسط العاصمة الأمريكية واشنطن
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أدلى عدد من الأئمة المسلمين في الولايات المتحدة الأربعاء، بإفاداتهم أمام الكونغرس بشأن مشاهداتهم في الزيارة الميدانية التي قاموا بها في وقت سابق من سبتمبر/ أيلول الجاري، إلى اثنين من "معسكرات الموت"، خلال الحرب العالمية الثانية.
وصف أحد الأئمة، الذين شاركوا في الرحلة التي شملت معسكري "داخاو" و"أوشفيتز" في كل من ألمانيا وبولندا، ما شاهده بأنه "لا يمكن إدراك أسبابه"، كما شدد على أنه "ليس من الممكن إنكاره."
وقال الإمام محمد ماجد، من الجمعية الإسلامية لكل منطقة دالاس بولاية فيرجينيا، ونائب رئيس الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية: "يمكنك أن ترى رماد الناس، تشاهد الصور، تسير ببطء وكأن ساقيك لا تقدران على حملك، كما يمكنك أيضاً أن تشاهد غرف الغاز."
وكان الإمام ماجد أحد أفراد مجموعة من الأئمة المسلمين الأمريكيين الذين شاركوا في الرحلة التي استغرقت أسبوعاً كاملاً، استجابة لفكرة الحاخام اليهودي جاك بيمبوراد، مدير مركز التفاهم بين الأديان في نيوجيرسي، وهو أحد الناجين من "المحرقة النازية" المعروفة باسم "الهولوكوست."
وكان الهدف من هذه الرحلة هو الرد على دعوات "معاداة السامية" وعلى منكري محرقة الهولوكوست، والتي يزعم اليهود أنها أودت بحياة الملايين منهم ممن كانوا يعيشون في وسط وشرق أوروبا، خلال الحرب العالمية الثانية، في أواخر النصف الأول من القرن الماضي.
وجاءت الزيارة وسط تزايد مظاهر العداء للإسلام في الغرب، وكذلك تزايد الكراهية بين اليهود والمسلمين بسبب تداعيات الصراع العربي الإسرائيلي في الشرق الأوسط.
وخلال جلسة الاستماع التي عُقدت بالكونغرس الأربعاء، برئاسة النائب الديمقراطي عن ولاية مينيسوتا، كيث إليسون، وهو نائب مسلم، قال الحاخام بيمبوراد: "ما دار في ذهني أن أهم ما في الأمر هو أن يقوموا بهذه الزيارة، ليذهبوا إلى هناك ويقولوا بكل بساطة: هذه هي الحقيقة، ليس بإصدار بيان سياسي، أو بيان دعائي، وليس بالضرورة أيضاً إصدار بيان ديني، إنها مجرد شهادة لما يشعر به شهود العيان."
من جانبها، قالت هانا روزنتال، المبعوثة الخاصة للخارجية الأمريكية لمراقبة ومكافحة معاداة السامية، إنها اصطحبت الأئمة المسلمين في هذه الزيارة، بسبب تزايد دعوات إنكار الهولوكوست، خاصةً في العالم الإسلامي.
وتابعت في إفادتها أمام الكونغرس: "إنكار الهولوكوست لا يغذي فقط معاداة السامية، بل هو في حد ذاته معاد للسامية"، وأضافت أنه "يتزايد"، خاصة بين المسلمين.