شمال أفريقيا بحاجة للمؤسسات

لندن، بريطانيا (CNN) -- أكد محلل مالي متابع للأوضاع الاقتصادية في الشرق الأوسط والمنطقة أن تأثير العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران كان أكبر من المتوقع، وذلك بسبب موافقة دول الخليج - وعلى رأسها الإمارات - على المشاركة فيها، ولفت إلى أن الأوضاع اللبنانية قد تتأثر بقوة بسبب التوترات السياسية التي تؤثر على الاستثمار، كما دعا دول شمال أفريقيا لسلوك نهج المؤسسات.

وقال صائب إيغنر، رئيس مجلس إدارة شركة "لون وارد" للخدمات المالية، إن على الدول في شمال أفريقيا، من وجهة نظر اقتصادية، خلق أجواء إيجابية فيها بناء للمؤسسات وفرض الاحتكام للقانون وذلك لجذب المستثمرين.

وحول الأوضاع في قطر التي تمكنت من تحقيق خطوات تنموية كبيرة قال: "ليس لدي أدنى شك بأن القيادة السياسية القطرية قامت بخطوات كبيرة لزيادة الدور العالمي للدولة على مختلف الصعد ولتصبح قطر لاعباً كبيراً على المستوى الاقتصادي والاستثماري والسياحي والتربوي."

غير أنه شدد على ضرورة أن يبدأ المسؤولون القطريون في بناء المؤسسات لضمان استمرار النمو والتطوير الاقتصادي.

ولفت إيغنر، في حديث لبرنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" إلى الأوضاع في مصر والسعودية، والتحديات التي قد تبرز على صعيد انتقال السلطة خلال الفترة المقبلة في هذين الدولتين.

وبالمقارنة مع الدول الأصغر حجماً قال: "من المفيد الملاحظة أنه في الدول الصغيرة كانت مشاريع التنمية أكثر نجاحاً من الدول الأكبر حجماً، والتي استنزفت جزءا من مقدراتها المالية على تثبيت دعائم نظامها والتغلب على التناقضات الداخلية، بينما تمكنت الدول الصغيرة من التركيز على النمو."

وعن الحصار المتواصل على إيران بسبب برنامجها النووي قال إيغنر: "العقوبات كان لها تأثيرات فاقت التوقعات، وذلك يعود بشكل أساسي إلى موافقة الدول الخليجية على تطبيق معايير متشددة وقاسية في التعاملات الاقتصادية مع طهران."

وتابع قائلاً: "الإمارات كانت من الدول التي عملت بشكل واضح وملتزم على تطبيق العقوبات، والهند بدأت تنضم بدورها لمجموعة الدول المطبقة للعقوبات، أما تركيا فهي تحاول لعب دور الوسيط بين إيران والغرب وستستضيف جولة المفاوضات المقبلة على أراضيها."

وعن الأوضاع اللبنانية، وقدرة بيروت على مواصلة النمو القوي الذي تمثل في تدفق المليارات إليها رغم الأزمة المالية العالمية، مع الأزمة السياسية الراهنة التي أطاحت بالحكومة قال: "لدى لبنان القدرة على العودة للنمو دائماً بعد الأزمات."

واستطرد قائلاً: "ولكنني أرى أن حصول عملية عسكرية إسرائيلية جديدة مثلاً لن يكون محدوداً من حيث التأثير كما كان عام 2006، وبالتالي قد يواجه لبنان مصاعب كبيرة في إعادة الثقة للأسواق وجذب الاستثمارات مجدداً، وإذا شعر الناس أن هناك خطر حقيقي على لبنان فلن تتدفق الاستثمارات كما حصل في السابق" على حد تعبيره.