لندن، بريطانيا (CNN) -- قال مارك سبلمن: المدير التنفيذي للشؤون الإستراتيجية لدى شركة "أسانتور" للخدمات الاستشارية والإدارية، إنه من الضروري حصول تدخل استثماري حكومي تقوده الدول الثرية والمؤثرة في الدول العربية التي شهدت اضطرابات سياسية مؤخراً، لتمهيد الأرضية أمام عودة الاستثمارات الخاصة، مشدداً على ضرورة تركز التمويل بمشاريع البنية التحتية.
وقال سبلمن، في لقاء مع برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" إن الاستثمارات "قد تأتي بأشكال وصيغ مختلفة،" وأضاف: " من الأمور التي يمكننا القيام بها هو استخدام المؤسسات الحكومية لتوفير تمويل أولي يمهد لدعوة شركات القطاع الخاص للمشاركة، ويمكن أن يصار في هذا الإطار إلى تلبية متطلبات تطوير البنية التحتية التي تحتاج لاستثمارات سواء أكانت في قطاع البناء أو التطوير الرقمي أو حتى تشييد المستشفيات والمدارس."
وأوضح سبلمن أن هذه القطاعات "يمكن للحكومات الاستثمار فيها، وخاصة حكومات مجموعة الدول العشرين، تمهيداً لدخول القطاع الخاص لاحقاً."
ورأى سبلمن أن الإدارة الأمريكية تدرك هذا الواقع، وهو ما يشرح طبيعة حزمة المساعدات التي عرض الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، توفيرها لمصر وتونس عبر الإعفاء من الديون وتوفير موارد أولية للشركات الصغيرة والمتوسطة.
وتابع: "المهم هو أن الغرب وجه رسالة واضحة مفادها أنه يرغب في المشاركة بعملية المساعدة ولا يرغب في إداراتها، وهذه رسالة مهمة لأن هذه الدول عليها أن تقف على أرجلها بمفردها، ولكن بمساعدة من الخارج لأنها تحتاج لبناء القدرات والبنى التحتية.
وأقر سبلمن بأن على أوروبا أن تبدل ما اشتهرت به طوال 15 سنة مضت عبر تجاهل ما يجري لدى الدول المجاورة.
ولفت المحلل الاقتصادي إلى أنه رغم واقع أن معظم التبادلات التجارية الأوروبية تتم داخل دول الاتحاد، إلا أن للقارة "علاقات قوية مع جيرانها، وعلى أوروبا أن تنظر إلى خارج حدودها."
وشرح وجهة نظره بالقول: "هناك حاجة إلى النظر للوضع في شمال أفريقيا التي يجب تشجيع الصادرات الأوروبية إليها من جهة، ولعب دور لوقف الهجرة غير الشرعية القادمة منها لذلك من المهم تطوير سياسات مشتركة لمعالجة مواضيع العرض والطلب والقوة العاملة مع تلك الدول."
ونوه سبلمن إلى أن دول جنوبي أوروبا يمكنها لعب دور نقطة الوصل بين شمال القارة من دول ودول شمال أفريقيا من جهة أخرى، نظراً للعلاقات القديمة بين الجانبين، داعياً إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أهمية موارد الطاقة في دول الشمال الأفريقي، بما في ذلك الطاقة النظيفة.