تونس (CNN)-- من المنتظر أن يدلي الشعب التونسي، الذي أشعل فتيل الثورات والربيع العربي، بصوته في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي مع نهاية الأسبوع الجاري، غير أن لقطات فيديو سبقت هذا الاستحقاق التاريخي، ربما تلقي الضوء على مستقبل البلاد.

اللقطات كانت تمثل جزءاً من "حرب عصابات" بين جماعات علمانية وأخرى إسلامية استعر أوارها عبر وسائط الإعلام الاجتماعية، كالفيسبوك ويوتيوب، ربما تلقي مزيداً من الضوء على مناخ الشك المتنامي وانعدام الثقة في أول دولة عربية تطيح بالنظام السائد فيها وتطرد الديكتاتور.

شريط الفيديو الذي ظهر على الإنترنت جاء بعنوان "في اليوم التالي"، ويتضمن امرأة تجلس على أريكة مع ابنتيها، وتتحدث كما لو أن الإسلاميين سيطروا على السلطة وتقول إن زوجها "أبلغني أنه يمكن الثقة بهم.. لقد صدقته واتبعته."

وأضافت لاحقاً: " بعد شهور قليلة.. غيروا القانون.. وتزوج امرأتين أخريين.. وجردت من سعادتي الأسرية.. لقد خنت مستقبل بناتي."

ورد الإسلاميون التونسيون بنسخة أخرى معارضة حيث تم التلاعب على كلمات المرأة.

وفي النسخة الإسلامية للقطة الفيديو: "لقد طلبوا مني أن أكون حذرة.. وأختار الحزب الذي يتوقعون أن اختاره.. إنهم متخلفون".. وفي الفيديو.. تتحدث المرأة كما لو أن تونس مازالت دولة بوليسية.

وتقول: "لقد جاؤوا إلى مكتبي ليقولوا لي: 'إما أن تنزعي هذه الخرقة عن رأسك أو تستقيلي من عملك.'"

التعليق الأخير عبارة عن إشارة إلى ما إذا كان سيسمح للمرأة بارتداء الحجاب في الأماكن العامة في دولة تونس العلمانية، حيث كان من الصعب على المرأة التي تضع غطاء الرأس أن تعمل في ظل النظام السابق.

وينتهي الشريط "الإسلامي" بجملة: "معاً ضد حملة مناهضة الدين الإسلامي... أيها التونسيون صوتكم أمانة."

وتكشف النسختان من شريط الفيديو هذا ، عن التناقض الصارخ بين الأفكار السائدة حالياً في الحملات الانتخابية بتونس، والمتمثلة بدور الإسلام في البلاد.

ولاشك أن هذا الجدل يسود في دول أخرى في العالم العربي حالياً، حيث تناضل الشعوب من أجل البحث عن بديل للحكم السلطوي الشمولي فيها.

ويشكل شريط الفيديو الأصلي واحداً من خمسة فيديوهات تم نشرها على صفحات الفيسبوك ويوتيوب، أعدها مؤيدون لتونس العلمانية، على أن أياً منها لم يتضمن اسم حزب بعينه.

في أحد أشرطة الفيديو الخمسة، نادل في مطعم يقول: "إن معلمي محطم.. فالمطعم يخسر"، والرسالة هي أن الإسلاميين سيعملون على إدخال قوانين صارمة بشأن المشروبات الكحولية والاختلاط، ويتسببون بتعريض السياحة، وهي التجارة الأكثر أهمية لتونس، للخطر.