واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- نفت "جمعية الوفاق الوطني"، التكتل الشيعي الرئيسي في البحرين، ارتباطها ببعض الأحزاب أو الجهات الخارجية، ووصفتها بأنها "باطلة جملة وتفصيلا"، مشيرة إلى أن "تحركاتها السياسية نابعة من الحاجة الوطنية المحلية للإصلاح السياسي للواقع القائم في البحرين."
وقالت في بيان لها: "إن ما تمر به البحرين هو تأثر بما حدث في تونس ومصر وما يحدث في اليمن وسوريا وليبيا والمغرب والأردن وكل البلاد العربية وأنه إلا علاقة للخارج به بأي شكل من الأشكال."
وشددت الوفاق على أن تحركاتها في المطالبة بالإصلاح السياسي "هي تحركات قديمة وليست وليدة الفترة الأخيرة وأنها لم تتلق أي دعم من أي طرف خارجي على الإطلاق في مطالباتها السياسية خصوصاً وان المطالب السياسية المطروحة في معظمها هي محل توافق وطني بين مختلف الأطراف وهو ما أشار إليه ولي عهد البحرين في لقاء تلفزيوني في وقت سابق من الأزمة الأخيرة التي تمر بها البحرين."
وكانت حكومة البحرين قد اتهمت في وقت سابق "حزب الله" بالعمل على الإطاحة بالعائلة المالكة وتدريب عناصر معارضة بحرينية في معسكرات الحزب في لبنان وإيران.
وجاء الاتهام في تقرير بعثت به السلطات البحرينية إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، كما نقلت مصادر دبلوماسية اطلعت على بالتقرير.
واتهمت الحكومة البحرينية، في تقريرها، "حزب الله" بتدريب مليشيات للقيام بأنشطة في دول خليجية مجاورة، وحثت الأمم المتحدة على كبح إيران وحزب الله من التدخل في شؤون المملكة الخليجية.
وكسائر بعض دول المنطقة، شهدت البحرين، في فبراير/شباط الماضي، احتجاجات شعبية للتنديد بالفساد والبطالة والمطالبة بالديمقراطية واتخذت لاحقاً بعداً طائفياً.
وكان وزير خارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، قد قال الأسبوع الماضي: "لقد وجهنا رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وفي هذه الرسالة وضعنا أدلة على كل ما نعتبر أنها تهديدات من حزب الله وإيران."
وسبق وأن نفت إيران وحزب الله ضلوعما في الاحتجاجات التي بدأت على إثرها البحرين حملة لاحتوائها وبعثت السعودية والإمارات قوات لمساعدة المنامة في حفظ الأمن والاستقرار.
وأورد التقرير البحريني تفاصيل لقاءات بين الأمين العام لحزب الله، الشيخ حسن نصرالله، ومسؤولين بارزين من المعارضة الشيعية البحرينية، مثل حزبي "الوفاق" و"الحق" المحظور.
كما زعم التقرير أن الأحزاب الشيعية عملت على تنسيق إستراتيجية سياسية واستخدام قناة "المنار" التابعة لحزب الله كمنبر لتحريك واستنفار المتظاهرين المناهضين للعائلة المالكة السنية، علماً أن ثلثي سكان المملكة من الشيعة.
ومن جانبه نفى عبد الجليل خليل، من حزب "الوفاق" تلك المزاعم قائلاً: "نعتقد بأن المشكلة هي قضية سياسية وداخلية في المقام الأول ولم نتلق دعماً من الخارج"، مضيفاً بأن الحزب لا يرتبط بأي علاقة، رسمية أو غير رسسية، بحزب الله أو استخدام "المنار" لدفع التحرك الذي وصفه بأنه "تحرك سلمي."
وأكد خليل بأن الحزب يسعى نحو إصلاحات سياسية حقيقية وليس الإطاحة بالعائلة المالكة."
ومن جانبها، أبدت وزارة الخارجية الأمريكية اعتقادها بأن الدور الإيراني في البحرين كان محدوداً للغاية، وأن الاحتجاجات كانت نتاج إحباط السكان الشيعة المطالبين بدور اقتصادي وسياسي أكبر.
وانتقدت إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، حملة القمع البحرينية ودعت الحكومة للدخول في حوار سياسي مع المعارضة.