بكين، الصين (CNN) -- يكتنف الغموض أسباب تأخر وصول الرئيس السوداني، عمر البشير، إلى بكين في زيارة مثيرة للجدل تعرضت فيها الحكومة الصينية إلى انتقادات وضغوط دولية، بسبب دعوتها للرئيس الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه.
وذكر مسؤولون صينيون لـCNN أن وصول البشير تأخر دون إبداء تفسير، في الوقت الذي نفت فيه وزارة الخارجية علمها بأسباب التأخير في الزيارة الرسمية، التي استبقها البشير بالتأكيد على أن علاقة بلاده بالصين لن تتأثر بانفصال الجنوب، المقرر إعلانه دولة مستقلة في التاسع من الشهر المقبل.
وفيما أكدت وكالة الأنباء السودانية، سونا، مغادرة الرئيس طهران، بعد مشاركة في مؤتمر مكافحة الإرهاب، إلى بكين، نقلت مصادر مطلعة أن الطائرة عادت أدراجها للعاصمة الإيرانية، لـ"مخاوف من محاولة تطبيق مذكرة الاعتقال الصادرة من المحكمة الدولية."
وأوضحت المصادر أن المخاوف ليست من الجانب الصيني، الذي وصفه الرئيس السوداني في مقابلة قبيل الزيارة بالشريك الإستراتيجي، بل أثناء مروره بالمجال الجوي لدول أعضاء في المحكمة.
وقال الرئيس السوداني، الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية بحقه مذكرة اعتقال بتهم ارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور، لوكالة "شينخوا"، الصينية"، أن الصين تعتبر الشريك الاستراتيجي للسودان في شتى المجالات."
وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرات اعتقال بحق البشير، بناء على تهم بالإبادة الجماعية وارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في دارفور، في أول مذكرة توقيف تصدر بحق رئيس ما زال على رأس السلطة.
وفي الأثناء، أكد البشير خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" أن نجاح العلاقات السودانية الصينية مرده الاحترام المتبادل بين الجانبين وعدم التدخل في الشأن الداخلي.
وأضاف منوهاً: "الصين لا تتدخل في الشأن الداخلي، وقد دفع نجاح التعاون الصيني السوداني الدول الإفريقية للبحث عن الشريك الحقيقي والمخلص."
وأعرب عن قناعته بأن العلاقة بين الشريكين لن تتأثر مستقبلا مع انفصال جنوب السودان وقال:" نحن على قناعة ان هذا لن يؤثر على العلاقة."
وكانت الخارجية الصينية قد أعلنت الأسبوع الماضي أن الرئيس السوداني، سيزور الصين في 27 يونيو/حزيران، في زيارة تستمر ثلاثة أيام يبحث خلالها مع الرئيس الصيني، هو جين تاو، سبل توطيد العلاقات بين البلدين.
وذكر متحدث باسم الوزارة بأن الجانبين سيتبادلان وجهات النظر حول عملية السلام الراهنة بين شمال السودان وجنوبه، وقضية دارفور.
والأسبوع الماضي، نددت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بدعوة الصين للبشير، التي وصفتها بأنها "إهانة لضحايا الجرائم البشعة التي ارتكبت في دارفور."
وقال ريتشارد ديكر، من المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان: "استهزاء البشير بمذكرة التوقيف الدولية يجب أن يكون مدعاة للإدانة وليس للدعوة."
وتابع: "ينبغي على الصين استخدام نفوذها من أجل العدالة في دارفور."
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.