دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تنوعت اهتمامات المدونين العرب هذا الأسبوع مع التركيز على الأحداث الحالية في سوريا، والانتخابات البرلمانية في مصر، إضافة إلى موجة المد الإسلامي التي اجتاحت الدول العربية بعد الربيع العربي.
فعبر مدونة "كبريت" السورية، تناولت تدوينة "العصيان المدني أرقى وأقوى سلاح في وجه الطغيان" مسألة العصيان وكيفية استخدامه في وجه قوات النظام التي عاثت في الأرض فسادا، فكتب المدون بالقول: "العصيان المدني هو أرقى صور التمرد والمقاومة والرفض والاحتجاج السلمي والمتحضر التي ثار بها الناس على القوانين غير العادلة ويخرج بشكل تعاوني جمعي لإجبار الطرف الآخر على الانصياع لمطالب المحتجين."
وتابع المدون بالقول: "يتمثل العصيان المدني بصور مختلفة ومتنوعة تتحد في مضمونها على مبدأ المخالفة العمدية لبعض القوانين كسد الطرق على نحو سلمي وإغلاق المحال التجارية وكذلك رفض الموظفين الالتحاق بمكان عملهم وتوقف طلاب الجامعات والمدارس عن الذهاب للجامعات والمدارس."
واختتمت التدوينة بالقول: "في الختام نؤكد على أن العصيان المدني يعتمد بشكل أساسي على العمل الجماعي السلمي والحضاري للأفراد في سبيل تحقيق النتائج المرجوة التي تجبر الطرف الآخر على الانصياع للمحتجين وتحقيق مطالبهم , ومن هنا نوجه النداء بصوت مرتفع لجميع الإخوة السوريين وخاصة تلك الفئة الصامتة وبالأخص أخواننا في دمشق وحلب أن ينفضوا غبار الذل والجبن والخوف عنهم ويشاركوا معنا في هذا الإضراب لتحقيق الغاية الكبرى والفرحة العظمى بتحرير سوريا من الطاغية بشار ونظامه الفاشي وإعادة بناء سوريا على أسس العدالة والحرية والمساواة."
أما على مدونته الشخصية، فقد تطرق المدون الجزائري عمر دخان لمن وصفهم بالمتأسلمين، فتحت عنوان "الشيب والعيب"، كتب دخان يقول: "المتأسلمون وأتباعهم من المغرر بهم والضالين ينطبق عليهم هذا المثال كثيرا، فقلة أدبهم وانعدام تهذيبهم لا حدود له، وخاصة عندما يكون تجاه أفراد يعارضون أفكارهم الانتهازية وجشعهم اللامحدود وحبهم المَرَضي للسلطة، وتجاه من يقف حائطا في وجه غبائهم وجهلهم اللامحدود والذي يحسبونه ذكاءً و فهماً."
وأضاف "هم مهما بلغوا من درجات العلم الأكاديمي يبقون عديمي الأخلاق والتهذيب لأنه لا علم حقيقي لهم، فهم لا يأخذون من العلم سوى ما يوافق أهوائهم ويرضي أوثانهم في أحزابهم المتأسلمة سيئة الصيت والسمعة، ضامنين بذلك مكاناً متقدما في مسيرة النفاق والرجعية والسير إلى الوراء بخطى لا تكل ولا تمل."
وتابع دخان بالقول: "تلك النماذج نجدها في كل مكان، خاصة بين صفوف بعض المتعلمين والدارسين الذين يعتقدون أن الشهادة بديل للأخلاق وأسلوب التعامل الحسن، رغم أن شهادتهم في الأغلب لا تغير شيئا في أدمغتهم الصدئة، والتي تواصل الاجترار والتكرار، ولا تجيد تقديم الجديد أو الخروج على المألوف لأنها أجبن من أن تفكر لذاتها، فهي تترك ذلك للقادة والمرشدين ليخطوا لها حياتها كالعبيد، وينتهي الأمر بها تعيش عيشة فارغة لا معنى لها ولوجودها أساساً."
واختتم دخان التدوينة بالقول: "ختاما، يستحضرني مثال إنجليزي سمعته من قبل وأعجبني كثيراً، وأهديه لكل الحاقدين، كبارهم وصغارهم "الكارهون لا يكرهونك أنت حقا، بل هم يكرهون أنفسهم لأنك انعكاس لما يحلمون أن يكونوا" لذلك فلتموتوا بغيظكم، لأنه حاول من قبلكم إيقاف مسيرة التنوير وكان مصيرهم جميعا مزبلة التاريخ التي لا أعتقد أنكم ستبلغون مستواها أساسا."
أما صاحب مدونة "الإعصار" المصرية، فقد تناول الانتخابات البرلمانية التي يستعد المصريون للجولة الثانية منها، فتحت عنوان ولا عزاء للثوار الحقيقيين، كتب المدون المصري يقول: "انتهت الجولة الأولى من انتخابات درجت الأدبيات الشعبية على وصفها بأنها اخطر انتخابات برلمانية في تاريخ مصر (رغم أن البرلمان بدون صلاحيات معروفة وقد يقوم المشير الذي يتولى السلطة بحله إذا ما حدث خلاف حول كتابة الدستور)."
وأضاف "هي أول انتخابات في الواقع تجعلنا نقر بفضل طيب الذكر الرئيس مبارك علينا فقد كان الرجل يتحمل وحده (أو لنقل مع قلة من معاونيه والكثير من البلطجية) عبء التصويت عنا ولنا والخروج لنا بالنتيجة دون أن يحملنا أي عناء أو مشقة. "
وتابع المدون بالقول: " صحيح أن هناك نسبة كبيرة ممن ذهبوا ليصوتوا على أساس ديني غير مدركين أن الشخص الذي سينتخبونه سيدير شؤونهم الدنيوية ولا علاقة للأمر بالمرة بالعالم الآخر، ولكن ذلك يمكن أن يتلاشى مع مرور الوقت ومع إدراك الناس لمدى تأثير البرلمان على أسلوب حياتهم ولاسيما الجوانب الاقتصادية."
وقال "هناك أيضا نسبة ذهبت للتصويت خوفا من دفع غرامة وأنا لا ادري حقا من الذي خرج بهذه الرواية الغريبة التي تمثل امتهانا لكرامة الإنسان بالقول إن من لا يصوتون سيتم تغريمهم. التصويت في الانتخابات يجب ألا يكون عن طريق الترهيب فالمشاركة السياسية لا يمكن أن تكون بالإكراه. وبدلا من ذلك يجب إقناع الناس بان التصويت يمكن أن يغير حياتهم ولكن هذا بحاجة إلى بعض الوقت والبرهنة عليه بالتجربة."
وأضاف "الثورة قام بها وبذل تضحياتها الكبيرة والكثيرة في الأساس عناصر ليبرالية تسعى إلى إقامة مجتمع مدني ودولة حديثة تعيش في القرن الحادي والعشرين ولكن يبدو أن البرلمان القادم لن يعكس ذلك أبدا. غير انه يظل هناك أمل في الناخبين الذين عرفوا طريقهم إلى صناديق الاقتراع. والمصريون براغماتيون بقدر ما هم تقليديون وما لم ينجح البرلمان في تلبية مطالبهم الآنية والعاجلة وهي كثيرة للغاية فقد يجد كثير من الأعضاء أنفسهم يفترشون الرصيف في الانتخابات التالية."
أما على مدونة "يا ليل"، فقد تطرق المدون السوري إلى قضية منع جهاز آي فون في سوريا، فتحت عنوان "الآيفون محظور في وطني"، كتب المدون يقول: " شوهد المدعو بـ iPhone في شوارع عدة محافظات في سوريا وهو يحرض على العنف ويستخدم المساجد كوسيلة للتدرب على صف الأسلحة والذخائر وترتيبها."
وتابع المدون بالقول: "بس بدي أفهم شغلة: ليش عند كل الناس هالميزات مسموحة إلا عنا بسوريا المميزات ممنوعة؟"
واختتم المدون تدوينته بالقول: " رجاءاً ما حدا يقول لي لأن نحن بحالة طوارئ وحرب وممانعة وإسرائيل، بلا ما تذكروني بمليون خيانة عملها النظام، لا تبدأ ببيع الجولان، ولا تنتهي بترك الطيران الإسرائيلي يحوم في سمائنا."