دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- حفلت المدونات العربية هذا الأسبوع بالعديد من القضايا التي تعكس الأوضاع الساخنة في العديد من دول المنطقة، لعل من بينها حملة القمع والاعتقالات التي تشنها القوات السورية ضد المحتجين المناوئين لنظام الرئيس بشار الأسد، وقصة نصاب "كفر أبو داوود"، الذي هرب بالملايين، بالإضافة إلى رصد لردود الفعل إزاء نظام "ساهر" المروري في السعودية، ومن تونس قضية الخلط بين الدين والسياسة.
فمن سوريا تناولت مدونة "دعدوشة" قضية اعتقال المدونين، تحت عنوان: سوريا وأنت يا أنس كلاكما معتقلان.
وقال صاحب المدونة: أنس المعرواي، الشاب المعتقل منذ 1-7-2011، انبرى العديد من المدونين، كما أنا أفعل الآن، بالمطالبة بحريته، تماماً كما طالبنا من قبل بحرية طل الملوحي، وأحمد أبو الخير و و و و...
وأضاف: في الحقيقة نحن لا نطالب بحرية أنس، أو من سبقه أو من سيتبعه.. من منطلق إنساني أو رغبة في حرية الرأي فقط.. نحن نطالب بحريتنا.. فمن يعلم ربما كان دورنا تالياً.. من يضمن لنا العكس؟!.. وعين أمهاتهم التي تبكيهم اليوم.. ربما ستنضم لهم عيون أمي غداً.
وتابع: من المفارقات أن بعد اعتقاله بأيام، ظهر لنا مجلس الحوار الوطني، الذي تفرغ له الإعلام السوري ليتغزل به، ويذكرنا كم نملك من الحرية والديمقراطية.. فأي حوار هذا الذي عليه أن يقوم ويقرر ويخرج بتوصيات، ونحن مازلنا نعاني من الدبابات الشوارعية والأمن والاعتقالات العشوائية؟!
ومن مصر، تناولت مدونة "لقمة عيش" قصة طريفة بعنوان: نصّاب قرية "كفر أبو داود" مركز طنطا محافظة الغربية لهف الملايين وفلسع.
وقالت: هذه القصة ليست من الخيال ولا من نسج كاتب سينارست، بل هي واقع موجود في قرية "كفر أبو داود"، التابعة لمركز طنطا محافظة الغربية، أبطالها على قيد الحياة، اكتشفوا الحكاية بعد ثورة 25 يناير.
وبسبب هذه القصة المؤسفة انخفضت أسعار الأراضي، ليس لأن سعر الجنيه قد ارتفع.. لكن لأنه لم يعد أحد في القرية يمتلك نقوداً كان يمكن أن يتم تداولها في شراء وبيع العقارات، بدلاً من وضعها خلسة عند أحد أفراد القرية الذي احترف النصب، حيث اختفى الآن، ولا يعرف له مكاناً، اللهم إلا بعض أقاربه في قريته، الذين لا ذنب لهم فيما حدث.
وتابع صاحب المدونة عن ذلك الشخص: هو لم يولد نصاباً.. لكنه ولد ذكياً.. استطاع أن يتفحص عيون من حوله، فوجد في بعضهم الطمع والجشع، وهو أيضاً ليس ببعيد عن تلك الصفات الذميمة.. الذي جعلني أقول هذا الكلام إن من بين (ضحاياه) أناس كانوا يأخذون الزكاة من إحدى الجمعيات الخيرية، بينما لهم نقود طائلة، وضعوها (عنده).. ليس هذا فحسب بل هناك أحد المشايخ وهو مفتش دعاة في وزارة الأوقاف، اسمه "ش . د"، كان وسيطا بين الزبائن وبين (ذلك الشخص) يقال إنه (أعطاه) 10 مليون جنيه، هذا المبلغ ليس كله للشيخ، بل هي مبالغ تم تجميعها من الآخرين وله نسبة عليها..
ومن السعودية، تناولت مدونة "نقاط ثرثرة" موضوعاً أثار كثير من الجدل في المملكة، بعنوان: ردات فعل كبيرة بسبب تطبيق نظام ساهر.
وقال صاحب المدونة: كنت انتقد المرور، ليس لعدم اقتناعي بجدوى تطبيق هذا النظام، بل لتطبيقه دون إعلانات وتوضيحات، ليكون المواطن على علم تام بضريبة تهوره وتجاوزه الأنظمة.. خصوصاً وأن شعبنا كأي الشعوب العربية، اعتاد العشوائية، ويفتقر لأبجديات التقيد بالنظام، ولأسباب عدة أهمها عدم وضوح الأنظمة، وعدم التقيد بتطبيقها، ونعاني الكثير من التجاوزات وتدخل المحسوبيات.
كشباب وقائدي المركبات الثقيلة والخفيفة من العمالة الأجنبية، سواء نقل خاص أو حكومي، كأمهات وأخوات وأبناء.. من منا لم يشاهد حادث مروري في حياته؟!.. سؤال غير محير ولا غريب.. في كل طريق، وفي أي وقت، قلما تمر ساعة دون حادث، حتى بلغت أعداد الحوادث أرقاماً هائلة.
عند سفري لماليزيا سحر الشرق، لم أشاهد سوى حادث واحد خلال كل جولاتي السياحية، والسرعة ثابتة تقريباً في المدن الرئيسية والريفية وطرق السفر بين المدن، عدا عن الضرائب الفورية لتجاوز السرعة ومحطات التوقف.. في طريقنا للمطار عند انطلاقنا، ولتطبيق نظام ساهر وانتشار الكاميرات بكل مكان، يسير الكل بالسرعة نفسها، حتى عند خلو الطريق صيفاً وفي الصباح.. هذا المنظر الجميل في الرياض بعد ساهر.
وتناولت مدونة "بنية تونسية" قضية الخلط بين الدين والسياسية، بعنوان: حمّة والخالطون بين الدين والسياسة والعبد لله.
وقال صاحب المدونة: أما وقد غادرت الفعل السياسي المتحزب باكراً، فإنه لم يعد يجمعني ببعض من رفاقي القدامى، كحمة الهمامي، إلا الحنين لماض مشترك، فيه لحظات صفاء وضوء كثيرة، ونوع من الود يجعل كل اختلافاتي معهم تتلاشى كلّما التقينا.. صدفة.... ولأن الحال هي هذه، فقد تحول لقائي بحمة، بمناسبة العرض الأول لفيلم "لا خوف بعد اليوم ،"إلى لحظة حميمية وصريحة: تحدث عني من أعماق قلبه.. وبادلته المشاعر بكل صدق.. وتناغمنا..
ولأنني عشت اللحظة إياها بكل جوارحي، فلقد أحسستني إثرها مندفعاً لأهتف لحمة أطلب مقابلته لنتحدث ونتناقش، ولأقول له أشياء وأشياء يفيض بها قلبي وأخنقها.. أشياء منها البعيد البعيد، لكن الحاضر قيداً يمنعني من أن أكتب مذكراتي.. ومنها ما هو أقل بعداً وإلى العقل والموقف أقرب.
إلا أن اندفاعي لم يطلقني، بل ظللت أراوح مكاني وفي رأسي اعتراض: لو التقينا و تحاورنا فإننا قد نوضح كل الأمور، فنؤكد اختلافات ونزيح اختلافات ونتبين اختلافات.. ولكنه سيعسر علي في كل الأحوال أن أقبل منه، ولو مع التشديد على اختلافنا، ما فعله بنفسه ذات عام وهو يحسب أنّه يضرب الظلاميين، وما يفعله بنا وقد نصب نفسه وحركته محامين عن "النهضة" وضامنين لصفاء روحها ونقاء نيتها و طهارة مقاصدها، حتى فيما لم يضمنه أبناؤها ذاتهم.
وحتى يصح علي اسمي، أعلن بوضوح: "نعم.. أنا خائف من النهضة، ومن جميع السياسيين المتلحفين بالدين.. خائف منهم على وطني وعلى مستقبل بناتنا وأولادنا.. خائف منهم على الهبة التي فتحت لنا باب السماء الحقة.. سماء الحرية والعدل والمساواة والانعتاق والإبداع والارتقاء.