CNN CNN

الخرطوم: لم نعد بتحمل الديون بل طلبنا إسقاطها

السبت، 05 شباط/فبراير 2011، آخر تحديث 15:00 (GMT+0400)
معظم آبار النفط السوداني تقع في الجنوب
معظم آبار النفط السوداني تقع في الجنوب

الخرطوم، السودان (CNN) -- نفت الخرطوم صحة التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، والتي قال فيها إن الرئيس السوداني عمر حسن البشير أعرب عن استعداد الخرطوم لتحميل كامل الديون المستحقة على السودان في حال انفصال الجنوب، فقالت إن البشير إنما دعا المجتمع الدولي إلى إسقاط الديون عن بلاده.

وقال بيان رسمي أصدره السكرتير الصحفي للبشير، إن الرئيس السوداني: "تناول في لقائه مع كارتر ظهيرة العديد من القضايا الهامة ومن بينها موضوع الديون الخارجية على السودان."

وأضاف البيان إن البشير "رحب بمساعي إيجاد حل لمسألة الديون وأنه يرى أن اقتسام الديون بين الشمال والجنوب في حالة انفصال الجنوب غير مفيد إذ أن العائدات السنوية للسودان لا تتحمل الإيفاء بخدمة تلك الديون وأن الدولة الوليدة في حالة انفصال الجنوب لن تستطيع بطبيعة الحال سداد خدمة الديون،" وفقاً لوكالة الأنباء السودانية.

وتابع المستشار الصحفي للبشير بالتأكيد على أن الرئيس السوداني قال خلال اللقاء إنه: "يرى ضرورة العمل على إسقاط الديون جملة واحدة في إطار مبادرة تخفيف الديون على الدول الفقيرة الأكثر مديونية، وأن مسؤولية الديون ستكون مشتركة بين ثلاث جهات هي الشمال والجنوب والمجتمع الدولي،" وفقاً لوكالة الأنباء السودانية.

وكان كارتر قد أكد أنه تلقى تأكيدات من الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، تقضي بتحمّل الخرطوم كامل الديون المستحقة على البلاد حالياً، في حال قرر الجنوبيون الذي يقترعون في استفتاء مصيري، الانفصال وتشكيل دولة مستقلة، رغم الخلاف الطويل الذي ساد سابقاً حول تقاسم الثروة والديون.

وقال كارتر لـCNN: "لقد تحدثت مع الرئيس البشير، وقال إن كل الديون يجب أن تسجل على عاتق الشمال وليس الجنوب.. وبالتالي يمكن أن ينطلق الجنوب بميزانية نظيفة من الالتزامات المالية، وسيكون عليه في المستقبل إجراء ترتيبات حول سبل التمويل الممكنة."

ولم يوضح كارتر ما إذا كان السودانيون قد توصلوا إلى اتفاقية حول هذا الأمر، أم أنه سيكون خطوة أحادية الجانب من الخرطوم، كما لم يشر إلى احتمال وجود اتفاق مماثل حول مستقبل النفط، وخاصة منطقة أبيي المتنازع حولها بين الشمال والجنوب.

وتقع معظم حقول النفط السودانية في جنوبي البلاد، وتشكل عوائد النفط 98 في المائة من دخل حكومة الجنوب، بينما تشكل 65 في المائة من دخل حكومة الشمال.

وبحسب التقديرات الدولية، فإن السودان يحتوي على احتياطي مؤكد من النفط يعادل خمسة مليارات برميل، وقد أنتج السودان عام 2009 قرابة 485 ألف برميل يومياً، معظمها من حقول جنوبية، وينقل النفط عبر أنابيب إلى ميناء بورسودان الشمالي الواقع عند البحر الأحمر لتصديره.

ويرزح الاقتصاد السوداني الذي عانى من سنوات الحرب الطويلة تحت ديون يقدرها البعض بأكثر من 30 مليار دولار من المستحقات الناتجة عن القروض المباشرة والفوائد المتراكمة.

وكان الزبير أحمد حسن، وزير المالية والنفط السابق،  ورئيس الدائرة الاقتصادية بالحزب الوطني الحاكم في الخرطوم، قد تحدث لـCNN بالعربية في وقت سابق، معرباً عن أمله في أن تقوم الدول المانحة بمبادرة نحو السودان تقضي بإلغاء الديون المترتبة عليه.

وكان موضوع إعداد اتفاقيات لحل مشكلة تقاسم الثروة والديون من القضايا العالقة التي لطالما أثارتها الخرطوم في الأشهر الماضية، وخاصة عبر الدعوة إلى التركيز على حلها قبل الوصول إلى الاستفتاء، بل برزت أصوات دعت لتأجيل عمليات الاقتراع حتى الانتهاء من هذه الاتفاقيات منعاً لبروز نزاعات مستقبلية مع الدولة الوليدة في الجنوب.