CNN CNN

تقرير: المشاريع الأمريكية بالعراق مكلفة وغير مجدية

الثلاثاء، 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2011، آخر تحديث 16:00 (GMT+0400)

بغداد، العراق (CNN) -- أشار تقرير اقتصادي أمريكي إلى أن المشاريع الاقتصادية والتطويرية الباهظة التكاليف، والتي كانت واشنطن تعمل عليها في العراق، تعترضها الكثير من المصاعب التي قد تحول دون إنجازها، إلى جانب كونها ضعيفة التخطيط ومكلفة، بينما تخطط الولايات المتحدة للانسحاب من العراق بنهاية العام الجاري.

وقال التقرير الصادر عن المفتش العام لمشروع إعادة بناء العراق إن الكثير من المشاريع متأخرة لسنوات عن مواعيد تسليمها الأساسية.

وذكر التقرير أن مشروع نظام الصرف للمياه المبتذلة في مدينة الفلوجة على سبيل المثال كان من بين أبرز المشاريع الأمريكية في العراق، وقدرت المخططات أنه سيخدم أكثر من مائة ألف شخص وسيساعد على إنعاش الاقتصاد المحلي، ولكنه تحول إلى نموذج للفشل الذريع الذي ينتظر مشاريع عملاقة أخرى.

فبسبب العمليات العسكرية والهجمات المسلحة وارتفاع التكاليف استغرق المشروع سبعة أعوام، ولكن عند افتتاحه في مايو/أيار الماضي كان عدد المنازل التي تستفيد من خدماته لا يتجاوز ستة آلاف منزل، أما كلفته الإجمالية فقد ارتفعت من 35 مليون دولار وفق التقديرات الأولية إلى أكثر من مائة مليون دولار.

وعلق التقرير بالقول: "لا يمكن الجزم بأن المشروع سينجح في نهاية المطاف بإعادة الاستقرار للمدينة (الفلوجة) أو تعزيز ثقة السكان بالحكومة أو تحقيق هدف استمالة القلوب والعقول وتحفيز الاقتصاد."

وتابع التقرير بالقول: "نظراً لأن خدمات المشروع بعد إنجازه لم تشمل إلا نسبة ضئيلة من السكان فإن من الصعب القول بأنه يستحق التكلفة المادية الباهظة التي خصصت له، أو التكلفة البشرية،" في إشارة إلى الهجمات التي تعرض لها العمال، وصولاً إلى مقتل ثلاثة من الموظفين الأمريكيين عام 2009.

وشكك التقرير في قدرة الحكومة العراقية على إدارة المشروع بشكل مستقل بعد الانسحاب الأمريكي وتوسيع خدماته لتشمل المزيد من المنازل، وأشار إلى أن الموظفين العراقيين يعجزون حالياً عن التعامل بشكل صحيح مع مياه الصرف نظراً لضعف التدريب.

يشار إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون" أنفقت منذ عام 2003 أكثر من 700 مليار دولار على الحرب في العراق، ولكن المحصلة النهائية قد تصل إلى ترليونات الدولارات إذا أخذنا بعين الاعتبار التكاليف المستقبلية لبرامج رعاية قدامى المحاربين والفوائد المتراكمة على سندات الخزينة.

وبمجرد انسحاب القوات الأمريكية من العراق فإن نسبة الإنفاق سوف تنخفض بشكل واضح، فوفقاً لميزانية العام المالي 2012، فإن الإنفاق الأمريكي على العمليات في العراق سوف ينخفض إلى 15.7 مليار دولار، أي بتراجع نسبته 76 في المائة مقارنة بما جرى إنفاقه في عام 2010 .

وسوف تواصل تكاليف هذه الحرب انخفاضها خلال السنوات التي تلي تصل إلى الصفر تقريباً عام 2013، في حين لن يتجاوز إجمالي الإنفاق الأمريكي على العراق ككل مبلغ خمسة مليارات دولار من حساب وزارة الخارجية الأمريكية.