روما، إيطاليا (CNN) -- وجدت إيطاليا نفسها وسط دوامة المخاوف الاقتصادية في الأيام القليلة الماضية، حيث تشيع مخاوف من أنها قد تعجز عن سدد ديونها، الأمر الذي زاد من تكلفة الاقتراض الحكومي ودفع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني لمخاطبة المشرعين الإيطاليين في محاولة لطمأنة الأسواق.
هذه المخاوف أيضاً دفعت برئيس المفوضية الأوروبية، خوسيه مانويل باروسو، لحث الزعماء الأوروبيين عن التحرك بسرعة لإجراء إصلاحات في منطقة اليورو بعد أم حذرهم من انتشار الأزمة المالية في عدد من الدول الصغيرة في من منطقة اليورو.
وقال "إننا لم نعد قادرين على إدارة الأزمة في أطراف منطقة اليورو.. الاستقرار المالي في المنطقة يجب أن يحظى بالحماية."
لذلك، ما الذي يحدث في ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، وماذا يعني تصاعد الأزمة بالنسبة لأوروبا والعالم؟
يقول دومنيكو لامباردي، المحلل في مؤسسة بروكينغز والعضو السابق في المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي إن جذور المشكلات في إيطاليا تكمن في حجم الدين العام الهائل وتدني مستوى النمو.
وقال إن الاقتصاد الإيطالي ينمو بنسبة 0.3 في المائة، والأهم من ذلك أن التوقعات لنسبة النمو خلال السنوات القليلة المقبلة تسير حول النسبة ذاتها.
وأشار إلى أن هذه النسبة متدنية جداً ومن بين الأقل في العالم، عدا عن أن حجم الدين العام في إيطاليا مرتفع للغاية.
ويبلغ حجم الدين حوالي 120 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، أو بكلمات أخرى "خُمس الناتج الاقتصادي السنوي لإيطاليا، وهو من بين الأعلى في العالم"، وفقاً للومباردي.
وبحسب لومباردي فإنه "نظراً لوجود هذين العاملين معاً في إيطاليا، فإنه يصبح "واضحاً أن الاقتصاد لن يكون قادراً على توليد ما يكفي من الموارد لدفه ديونها."
وكان رئيس مجلس إدارة المصرف المركزي الأوروبي، جان كلود تريشيه، قد دعا "إيطاليا، على غرار البلدان الأخرى في منطقة اليورو" إلى "تبني الإصلاحات الهيكلية الضرورية، ولا سيما ضرورة استباق موعد البدء في اصلاح النظام المالي" بحسب ما نقلت وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء.
باروسو كان قد دعا كذلك إلى إعادة تقييم قدرات صندوق التضامن المالي الأوروبي، في وقت تتصاعد فيه تطورات أزمة الدين العام في دول منطقة اليورو، بحسب "آكي."
وشدد على ضرورة أن تعمل كافة الدول الأوروبية من أجل منع انتقال عدوى تصاعد المديونية إلى باقي دول منطقة العملة الموحدة ، اليورو، بعد أن ضربت اليونان.
أما برلسكوني، فقد عبر الأربعاء عن ثقته بقدرة إيطاليا على مواجهة الأزمات المالية الأوروبية ،التي تلقي بظلالها على إيطاليا وبقية الدول الأوروبية.
وقال برلسكوني أمام البرلمان الإيطالي إن التحديات الاقتصادية التي تواجهها إيطاليا تحتاج إلى معالجة بإصرار وصبر.
وأضاف برلسكوني أن إيطاليا تتمتع بنظام سياسي قوي وأسس مالية قوية، مضيفاً أن المصارف الإيطالية يمكنها التعامل مع المشكلات التي قد تصادف البلاد مستقبلاً.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي: "ينبغي أن نعمل معاً لتجاوزها."