القاهرة، مصر (CNN)-- اتهم نشطاء وسياسيون مصريون "طرفاً ثالثا" بإحداث "الوقيعة" بين قوات الأمن والمتظاهرين في ميدان التحرير، فيما تتواصل الأربعاء، التحقيقات التي تجريها النيابة المصرية مع ثلاثة طلاب أمريكيين، تم إلقاء القبض عليهم قرب وزارة الداخلية، بتهمة رشق قوات الأمن بزجاجات "المولوتوف."
ورجح الأمين العام للمجلس الوطني المصري، ممدوح حمزة، قيام "طرف ثالث"، لم يحدده، بإطلاق طلقات "الخرطوش" على الشرطة والمعتصمين في وقت واحد، بينما كانت تحاول بعض "اللجان الشعبية"، المدعومة برموز وشخصيات سياسية، الفصل بين الجانبين في الشوارع المحيطة بوزارة الداخلية.
وكشف حمزة، في تصريحات أوردها موقع "أخبار مصر" الرسمي، الأربعاء، عن أنه طلب من وزير الداخلية بالحكومة "المستقيلة"، منصور العيسوي، وقف إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، إلا أن الشرطة تذرعت بأن قواتها تتعرض لهجمات متلاحقة باستخدام طلقات الخرطوش.
من جانبه، أذاع التلفزيون المصري لقطات للأمريكيين الثلاثة الذين تقول السلطات الأمنية إنهم كانوا يقومون بإلقاء عبوات "مولوتوف" على الشرطة، كما نقل عن أحد المعتصمين في ميدان التحرير، أنه قام بمساعدة آخرين، بالقبض على الأجانب الثلاثة وبحوزتهم زجاجات المولوتوف، وتم تسليمهم إلى الشرطة.
وأشار المتحدث نفسه إلى أنه في كل مرة يتم فيها فض الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين في شارع "محمد محمود"، المؤدي إلى مبنى وزارة الداخلية، تقوم "أطراف مجهولة" بإطلاق أعيرة "الخرطوش" على أي من الجانبين، مما يؤدي إلى اندلاع المواجهات مرة أخرى.
وأكدت الخارجية الأمريكية وأقارب الطلاب الثلاثة نبأ اعتقالهم في مصر، وعلقت نيكول سويني، والتي يوجد شقيقها ديريك سويني بين المعتقلين، على نشر التلفزيون المصري لصورته بقولها: "لا أذكر أنني رأيت وجهه على هذا الحال من قبل"، وأضافت: "إنه يبدو مذعوراً للغاية."
وكشفت الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن هوية الطلاب الثلاثة، وهو سويني البالغ من العمر 19 عاماً، طالب بجامعة "جورج تاون"، ويعيش في مدينة "جيفرسون" بولاية ميسوري، وغريغوري بورتر، 19 عاماً، من "غلينسايد" بولاية بنسلفانيا، ويدرس بجامعة "دريكسل" في فيلادلفيا، بالإضافة إلى لوك غيتس، 21 عاماً، من "بلومنغتون" بولاية إنديانا، ويدرس بجامعة الولاية.
وأشارت الجامعة الأمريكية إلى أن الطلاب الثلاثة، الذين جرى اعتقالهم في خضم المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين قرب وزارة الداخلية مساء الاثنين، يقضون الفصل الدراسي الحالي في القاهرة، ضمن برنامج للتعليم بالخارج، الذي تطبقه بعض الجامعات الأمريكية.
وخضع الأمريكيون الثلاثة للتحقيق من قبل السلطات الأمنية، ومن المقرر أن يخضعوا لمزيد من الاستجوابات أمام نيابة القاهرة، بحسب المستشار عادل سعيد، المتحدث باسم مكتب النائب العام، الذي أشار، في وقت سابق الثلاثاء، إلى أن "الشبان الثلاثة كانوا يقومون بإلقاء المولوتوف، ولم يكن لديهم جوازات سفر عندما تم القبض عليهم."
ولاحقاً، قال سعيد لـCNN إنه لم يمكن للنيابة استجواب الأمريكيين الثلاثة الثلاثاء، بسبب استمرار الاحتجاجات في ميدان التحرير، وذكر أنهم قد يتم استجوابهم الأربعاء، في حضور أحد الممثلين القانونيين للسفارة الأمريكية في القاهرة.
ورفضت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، التعليق على مكان احتجاز الأمريكيين الثلاثة، إلا أنها قالت، في تصريحات للصحفيين في واشنطن مساء الثلاثاء، إن المسؤولين يعتقدون أنهم يعرفون أين يوجد هؤلاء الثلاثة، وجميعهم بأمان.
وعلى صعيد الوضع في ميدان التحرير، تواصلت المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين الأربعاء، لليوم الخامس على التوالي، في شارعي محمد محمود ومنصور، المؤديين إلى وزارة الداخلية، ومنطقة "باب اللوق" في قلب القاهرة.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن تشكيلات من قوات الأمن المركزي قامت بمحاولة تحصين المنطقة، وهو ما اعتبره متظاهرون محاولة جديدة للسيطرة على مداخل ميدان التحرير، فقاموا برشق الأمن بالحجارة.
وردت قوات الأمن، حسبما أورد موقع التلفزيون المصري، بإلقاء مزيد من القنابل المسيلة للدموع، وقنابل جديدة "مثيرة للأعصاب"، على حد وصف مسؤولي المستشفى الميداني في التحرير.