القاهرة، مصر (CNN) -- كان عبود الزمر، الذي قام مع مجموعة من الرجال بالتخطيط لتنفيذ ثورة إسلامية تطيح بالحكومة في مصر قبل نحو 30 عاماً، يراقب الثورة في ميدان التحرير من سجنه عبر تلفزيون تم تهريبه.
في السادس من أكتوبر/تشرين الأول عام 1981، نجح أربعة من رفاق الزمر، الذي كان ضابطاً في المخابرات المصرية، باغتيال الرئيس المصري آنذاك، أنور السادات، بإطلاق النار عليه عندما كان على المنصة أثناء عرض عسكري في القاهرة، وأدين بعدها لدوره في هذه الجريمة.
وبعد 3 عقود، وفي أول مقابلة له مع محطة إخبارية أمريكية منذ الإفراج عنه، لم يبدو على الزمر أي أسف على مقتل السادات، غير أنه أعلن نبذ "العنف الجهادي" وعبر عن رغبته بالاستفادة من مناخ الحرية الجديد في مصر لتشكيل حزب سياسي والمنافسة في الانتخابات المقبلة.
اغتيال السادات حدث في القاهرة خلال موكب عسكري احتفالاً بذكرى حرب أكتوبر مع إسرائيل عام 1973، ولكن السادات بعد هذه الحرب، وقع اتفاقية سلام مع إسرائيل، وحصل لقاء ذلك على جائزة نوبل للسلام بمشاركة رئيس وزراء إسرائيل الراحل، مناحيم بيغن.
كان السادات يتبع الاحتفال من على المنصة، وكان يرتدي الزي العسكري الأزرق، وإلى جانبه، جلس نائبه آنذاك، حسني مبارك، إضافة إلى كبار القادة العسكريين والمسؤولين الحكوميين والدبلوماسيين الأجانب.
وفيما كان الحشد يتابع الطائرات المقاتلة في سماء المنطقة، وهي تلون سماء المنطقة بالألوان المختلفة، وقعت عملية الاغتيال.
ترجل أربعة رجال من شاحنة عسكرية ضمن الموكب، فألقوا القنابل اليدوية وتقدموا نحو المنصة وهم يطلقون نيران أسلحتهم الرشاشة، فقتل واصيب العشرات ممن كانوا على المنصة ومزقت الرصاصات جسد الرئيس المصري انور السادات.
الزمر يقول: "كان دورنا أن نقدم المساعدة وليس اتخاذ القرارات كل ما قمنا به هو تنفيذ دورنا وهو تقديم الذخيرة."
ويصر الزمر على أن المخطط الرئيسي لعملية الاغتيال هو ضابط بالجيش اسمه خالد الإسلامبولي.. وهو الذي قاد الرجال، ثم تم القبض عليه وإعدامه.
وأوضح الزمر: "الفكرة كانت التغيير فقط وتوفير زعيم بديل يمكنه أن يقود مصر من الأزمة السياسية المسدودة التي كنا نعيشها آنذاك."
وأضاف: "أردت تغييراً كاملاً وليس اغتيال السادات فقط."
من بين الذين طالبوا بالإفراج عن الزمر بعد الثورة في مصر، ابن شقيق السادات، المحامي والنائب في البرلمان المصري، طلعت، وذلك كمبدأ لإثبات أن مصر تتبع حكم القانون.
وقال في مقابلة مع CNN: "إن الزمر قضى عقوبة السجن وانتهى الأمر، يجب أن يخرج.
في العام 2006 حكم على طلعت السادات بالسجن 9 شهور بعد اتهامه مبارك وضباط آخرين بكونهم جزءاً من مؤامرة لاغتيال عمه أنور.
والشهر الماضي، رفعت ابنة السادات، رقية، قضية تتهم فيها مبارك بالتآمر على قتل والدها.
الزمر قال: لقد كان السادات أرحم من مبارك وزمنه كان أفضل بكثير من زمن مبارك."
وأخيراً، قال الزمر إن "ثورة 25 يناير" فتحت للجميع فرصاً جديدة للتغيير، وهو تغير، ونبذ العنف الجهادي، ويريد أن يستغل الفرصة من أجل تشكيل حزب سياسي والمشاركة في الانتخابات المقبلة.