مصر، القاهرة (CNN) -- أصيب ما لا يقل عن 40 شخصاً بجراح في مصادمات جرت بـ "ميدان التحرير" بالعاصمة المصرية، القاهرة، فجر الأربعاء، استخدمت فيها قوات الأمن الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق محتجين احتشدوا في الساحة التي كانت مركزاً لثورة 25 يناير، التي أطاحت بالرئيس المصري السابق، حسني مبارك.
وقالت وزارة الداخلية إن 26 من أفراد الأمن أصيبوا في الاشتباكات التي اندلعت أثناء احتفال بتكريم بعض ضحايا الثورة ممن سقطوا إبان الاحتجاجات الشعبية العارمة ضد نظام مبارك.
وصرح الناطق باسم الوزارة، علاء محمود، أن "بلطجية يحملون السيوف والأسلحة تسللوا بين المحتجين، وهاجموا عناصر الوزارة بقنابل المولوتوف والحجارة، وتم اعتقال تسعة منهم."
وأصيب 14 من المحتجين بجراح خطيرة جرى إدخالهم المستشفيات لتلقي العلاج، وفق وزارة الصحة، بجانب العشرات من أصيبوا بجراح طفيفة، وتم علاجهم في عيادة جرى نصبها قرب موقع المصادمات.
وحاولت السلطات سد المداخل للمنطقة لمنع تدفق المزيد من الناس على الساحة للمشاركة في المناسبة التي تمت الدعوة إليها عبر الإنترنت.
وردد آلاف المشاركين الهتافات المناهضة للمشير، حسين طنطاوي، الذي يرأس المجلس العسكري الأعلى، الذي يتولى تسيير شؤون البلاد منذ تنحي مبارك في 11 فبراير/شباط الماضي.
وفي الأثناء، أصدر وزير الداخلية المصري، منصوري عيسوي، أوامره بسحب كافة قوات الشرطة من "ميدان التحرير"، وعدم التعامل على الإطلاق مع المتظاهرين، وفق موقع أخبار مصر الرسمي.
وأكد عيسوي أنه سيقوم بنفسه بالتحقيق في أي تجاوزات ربما ارتكبتها عناصر الشرطة في التعامل مع التجمع.
وفي وقت سابق، أصدرت وزارة الداخلية بيانا جاء فيه: من خلال متابعة ما يشهده ميدان التحرير من أعمال شغب لوحظ تزايد أعداد المتجمعين واستمرارهم في التعدي على المواطنين والمنشآت والسيارات، ورفضهم الانصياع لتعليمات الأمن بوقف ممارساتهم، وتعمدهم زيادة الاحتكاك برجال الشرطة،" حسب ما أورد المصدر.
ومن جانبه، دعا "المجلس الأعلى العسكري" الحاكم في مصر، المواطنين عدم الانسياق وراء الدعوات التي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار مصر، "وكذلك استغلال دم شهداء الثورة بغرض إحداث الوقيعة بين الثوار والمؤسسة الأمنية في مصر لتحقيق هذه الأهداف"، وفق بيان للمجلس نقله المصدر.
وأوضح المجلس العسكري، في بيانه رقم "65": "أن الأحداث المؤسفة التي شهدها ميدان التحرير الثلاثاء وحتى فجر الأربعاء، لامبرر لها إلى زعزعة أمن واستقرار مصر، وفق خطة مدروسة ومنظمة"، طبقاً لموقع أخبار مصر."
وجاءت الاحتكاكات بين المحتجين وقوات الأمن بعد يومين من إصدار محكمة مصرية، الأحد، حكماً بالإعدام على ضابط شرطة بعد إدانته بقتل 23 شخصا وإصابة 16 آخرين خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في يناير/كانون أول ثاني، وأطاحت بمبارك.
وقدرت منظمة العفو الدولية "أمنستي" حصيلة ضحايا أعمال القمع إبان ثورة 25 يناير بما لا يقل عن 840 قتيلاً وأكثر من ستة آلاف جريح، ودعت المنظمة الحقوقية السلطات الأمنية إلى ضمان تحقيق العدالة لهم.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.