دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يحتل الفنان الكويتي خالد الأمين موقعاً متميزاً بين جيله في الحركة الفنية على المستوى الخليجي، إذ شارك في رمضان الماضي بأربعة أعمال درامية، إضافة إلى عرض أحدث أفلامه السينمائية الكويتية في أول أيام عيد الفطر المنصرم.
وقال الفنان خالد أمين في مقابلة خاصة لموقع CNN بالعربية، إن الموهبة وحدها لا تكفي لصناعة فنان ناجح يستطيع المضي قدماً في طريق الفن من دون صقل الموهبة بالدراسة، لذا قرر مواصلة مشواره الدراسي حتى حصل على درجة الماجستير من فرنسا، والدكتوراه من لبنان.
وتوقع أمين أن تنهض السينما الخليجية في الفترة المقبلة، لتحتل مكانة كبيرة تفوق الدراما الخليجية، وذلك بفضل مهرجانات السينما التي تحفز الشباب الخليجي على الإبداع والعمل بجد.
وتاليا نص المقابلة:
* ما النقطة التي تعتبرها انطلاقتك في عالم الفن؟ قدمت العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية، لكن النقطة التي أعتبرها انطلاقة حقيقية للتمثيل كانت في السهرة التلفزيونية "وسمية تخرج من البحر"، أمام الفنانة سعاد عبدالله، التي وجدت منها كل الدعم.
* ماذا عن فيلمك الجديد "تورا بورا"؟ تم عرض الفيلم في أول أيام عيد الفطر، وهوبفضل الله حقق نسبة مشاهدة عالية وصلت إلى 60 ألف مشاهد في دولة الكويت. والفيلم يدور في إطار إنساني اجتماعي، والقضية الرئيسية هي "الإرهاب"، ويناقش الفكر الجهادي وسفر الشباب إلى أفغانستان. تدور قصة فيلم "تورا بورا" حول أب (يلعب دوره الفنان سعد الفرج) وأم (تلعب دورها الفنانة أسمهان توفيق)، يتركان كل شيء في الدنيا للبحث عن ابنهما الذي انخرط في صفوف "طالبان" بأفغانستان. ويتبعهما بعد ذلك ابنهما الأكبر الذي يترك برلين بحثا عن أخيه المختفي، لتبدأ معاناتهم في باكستان وأفغانستان، التي تعصف بهما حرب أهلية وتنتشر الجريمة والقتل والإرهاب، ليكتشفوا فيما بعد أنه انضم إلى جماعة "طالبان"، ويطلعون أثناء رحلتهم عن قرب على ما يقع في هذا الجزء من العالم الممزق. وتم تصوير الفيلم في المغرب، ومن المتوقع عرض الفيلم في أكثر من بلد خليجي قريباً.
* يمكن لأي شخص موهوب دخول مجال التمثيل والعمل فيه من دون الحصول على درجة علمية متخصصة في الفن، فما الذي دفعك إلى الحصول على الدكتوراه في الفن؟ دفعني لذلك إيماني القوي بأن الموهبة لن تكتمل إلا بعد صقلها بالعلم. فالموهبة يمكن أن تكون بذرة أو نواة توجه الشخص للدراسة التي يحبها أو التي يستطيع الإبداع فيها. فالإنسان مخلوق مُتعلم. لذا حين وجدت الشغف بداخلي تجاه الفن لم أحترفه قبل أن أعرف جميع أسراره وخفاياه وأعمل على تطوير نفسي.. لذا بدأت في معهد الفنون المسرحية في الكويت، وحصلت على درجة البكالوريوس، ثم سافرت إلى فرنسا وحصلت على الماجستير، ومنه إلى لبنان وحصلت على درجة الدكتوراه، ثم عدت إلى الكويت وقررت التدريس بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
*كيف أثرت فيك الدراسة خارج منطقة الخليج على المستويين الإنساني والمهني؟ على الصعيد الإنساني تأثرت كثيراً بهذه التجربة، فللسفر فوائد كثيرة، حيث يختلط الإنسان بأشخاص من ثقافات مختلفة، ويكَون صداقات كثيرة. كذلك خوض تجارب جديدة خصوصاً، في أوروبا، فهناك تجارب كثيرة و"خطيرة" يمكن أن يخوضها الإنسان بحرية مطلقة.
* من خلال تدريسك بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتواصلك المباشر مع الطلاب، هل تجدهم يبحثون عن الشهرة من خلال الفن أم يحبون الفن المجرد؟ كي أكون واقعياً، النسبة الأكبر من الشباب تبحث عن الشهرة، وقليل منهم لديه شغف العلم. المشكلة أن الشباب الباحث عن الشهرة يعتمد على الموهبة فقط، ويحاول تجنب مشقة العلم، لكن هؤلاء الشباب تغيب عنه نقطة مهمة، هي أن الموهبة أمر مؤقت يتلاشى لو لم يتم تطويره. فلو لم تصقل الموهبة بالعلم والدراسة سيقف الفنان عند نقطة، ولن يستطيع الصمود في ظل المتغيرات والتطور الفني العالمي المتسارع، لأن قدراته وموهبته البدائية لن تخدمه.
*ما النصيحة الأولى التي تحرص على توصيلها للممثلين الجدد؟ النصيحة المهمة التي أقولها للطلاب، إن الفنان من دون أخلاق كريمة لن يكون فنان. فالفنان يجب أن يكون مرهف الحس حتى يشعر بمعاناة وأفراح مجتمعه بصدق، وحتى يستطيع تمثيله وعرض مشكلاته وقضاياه.
*كيف ترى الفنان بين المال والشهرة؟ المال والشهرة يغريان الكثير من الفنانين، وينسيانهم رسالتهم الأساسية، وأنا أرى أن الفنان الذي يعمل من أجل المال فقط، ويبتعد عن تقديم رسالة جيدة تفيد المجتمع، ليس فناناً على الإطلاق.
*درست طب الأسنان، وتركته من أجل التمثيل، حدثنا عن هذه التجربة؟ أحببت الفن منذ طفولتي، لكن والدي، مثل معظم العائلات العربية التي تفضل أن يصبح أبنها طبيب أو مهندس أو محامي، أما الفن فهو مهنة غير مرغوب فيها في ذلك الوقت. وكنت أريد أن أحقق حلم والدي في أن أصبح طبيباً، فسافرت لدراسة طب الأسنان في تشيكوسلوفاكيا، وبعد الانفصال الذي وقع لهذه الدولة، أصبحت الدراسة باللغة التشيكية، وأصبح من الصعب مواصلتها، وعدت إلى "حبي الأول" التمثيل، ودرست في المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت.
* كيف تقييم مستوى تقدم السينما في الكويت؟ توجد تجارب سينمائية قديمة في الكويت، لكن العادات والتقاليد كانت تمنع العائلات الكويتية والنساء من الذهاب إلى السينما، لكن اليوم الأمور تغيرت وأصبحت أكثر انفتاحاً، وبدأ ازدياد تردد الجمهور الكويتي على دور العرض السينمائية، وهناك إحصاءات تشير إلى ارتفاع معدل تردد الأسر الكويتية على دور العرض السينمائية، وهذا مؤشر إيجابي يشجع المنتجين على إنتاج المزيد من الأفلام.
* كيف ترى السينما الخليجية في المرحلة المقبلة؟ المهرجانات السينمائية لعبت دوراً كبيراً في تطور السينما الخليجية عاماً بعد عام، إضافة إلى تشجيع الشباب على التميز والإبداع في هذا المجال. وأرى أن المستقبل سيكون للسينما في الخليج أكثر من الدراما التلفزيونية، وأتحدى أن هذا سيحدث قريباً.
*هل ترى أن الدراما الخليجية تستطيع منافسة الدراما المصرية أو السورية؟ لا أفضل أن أضع الدراما المصرية أو السورية أو الخليجية في منافسة، لأن لكل واحدة منها مذاقاً وطبيعة خاصة، وهذا الاختلاف والتنوع يرضي مختلف أذواق المشاهدين.