CNN CNN

"عمو نشأت": فيلم يوثق هوية المناضل الفلسطيني

تقرير: سامية عايش
الجمعة، 13 كانون الثاني/يناير 2012، آخر تحديث 10:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قليلة هي الأفلام التي وثقت تاريخ النضال الفلسطيني بصورة إنسانية، وقدمت أمثلة لمناضلين وثوار سقطوا في سبيل الإنسانية والحرية، ولعل فيلم "عمو نشأت"، الذي عرض ضمن فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الثامنة، هو أفضل مثال قدم المناضل الفلسطيني الذي تمكن من توضيح مفهوم النضال والهوية لدى الكثيرين.

وخلال أحداث "عمو نشأت"، يسعى المخرج أصيل منصور إلى اكتشاف الذات والهوية الشخصية من خلال عمه نشأت، الذي قتل في ظروف غامضة قبل نحو 30 عاما، خلال مشاركته مع لواء الجرمق في لبنان.

فأصيل، الذي يكرس وقته لاكتشاف حقيقة مقتل عمه، يبحث بين الصور، والأشخاص، والذكريات، محاولا طرح أكثر من سيناريو للطريقة التي مات فيها نشأت، لكنه لا يجد إجابة شافية لتساؤلاته، حتى يقابل شخصا كان قريبا من عمه ويكتشف تلك الحقيقة المرة التي لطالما توجس من سماعها.

وما اكتشفه أصيل حقا خلال هذه الرحلة هو اهتمام الكثيرين ممن حوله بوالده، خيري منصور، ومدى تأثير هذه الحكاية على مشاعره وأحاسيسه، فعلاقته بشقيقه نشأت كانت قوية جدا، ويبدو من خلال الفيلم أن خيري لطالما حاول تجاهل حقيقة موت نشأت، والهروب من كل ما يربطه بالماضي.

لحظات صمت كثيرة سادت أجواء الفيلم، ربما كانت رغبة من المخرج في طرح تساؤلات الشخصيات حول الهوية الحقيقية لكل منها، إضافة إلى الرغبة في إفساح المجال أمام مشاهد الفيلم في التفكير بحقيقة ما يجري خلال هذه اللحظات والانصياع لتعابير العيون والوجه وحركة الجسد، بديلا للكلام والحوارات.

ومن أجل انجاز هذا الفيلم، يزور أصيل للمرة الأولى الأراضي الفلسطينية، ويرى مزارع عائلته في طولكرم، ويلخص نضال عمه بجملة واحدة يقول فيها: "عمو نشأت ناضل من أجل الأرض التي استولى عليهامن بعده أشقاؤه."

لكن خيري، الأب والأخ الذي يشعر بالصدمة جراء الأخبار هذه، يتمالك نفسه وذاته، لأنه وكما قال في إحدى جمل الفيلم، ولد من جديد، ويبدو أنه أصبح أكثر قدرة على تحمل أعباء الماضي وآلامه، خصوصا عندما يتعلق الأمر بشقيقه نشأت.

فيلم "عمو نشأت" محاولة نجح فيها أصيل منصور في تتبع خطى شخصية غامضة، لم نرها على الشاشة، ولكننا أحسسنا بها في كل دقيقة بالفيلم، وأحسسنا كم كانت قريبا من الابن والأب والنضال الفلسطيني طوال السنوات الستين الماضية.