تونس (CNN) -- محمد البوعزيزي، بائع الخضار والفواكه على عربة متجولة الذي ألهم ربيع الثورات الشعبية العربية عندما أشعل النار في نفسه احتجاجاً، سيكون الثيمة الرئيسية لفيلم سينمائي.
البوعزيزي لم يكن بائعاً متجولاً مرخصاً في محاولته للحصول على لقمة العيش وسط ظروف اقتصادية صعبة في مدينة سيدي بوزيد التونسية عندما طردته الشرطة وحاولت منعه من البيع، فأصيب باليأس واحتجاجاً على ذلك أشعل النار في نفسه.
وحالياً، يخطط المنتج السينمائي التونسي، طارق بن عمار، لصنع فيلم يحكي حياة وموت البوعزيزي.
وكان بن عمار في تونس عندما اندلعت انتفاضة الكرامة التي أطاحت بالرئيس التونسي، زين العابدين بن علي، حيث كان يعمل على فيلم من بطولة النجم أنطونيو بانديرس إلى جانب النجمة فريدا بينتو.
وقال بن عمار بعد لقائه بأسرة البوعزيزي: "لقد توجهت لي عائلته، وكانت محاطة بوسائل الإعلام والناس الفضوليين، فأخذتهم ونقلتهم من منزلهم إلى منزل قريب مني لحمايتهم،وفكرنا معاً عن فيلم ينمكن تنفيذه."
وأوضح أنه سيرصد عوائد الفيلم إلى الأسرة لتمويل ومساعدة الشباب الصغار مثل البوعزيزي.
وأضاف بن عمار: "إنه (محمد البوعزيزي) بطل من دون أن ينوي ذلك.. والفيلم عنه يقول إن هناك كثيرون مثل البوعزيزي لا نعرف أسماءهم."
وأوضح أن البوعزيزي كان شاباً غير متعلم ويعيش من بيع الخضار والفواكه مثل كثيرين، لكنه تحول إلى رمز ضد نظم الفساد والبيروقراطية وعلى النظام السياسي الذي لم يكن يستمع لمطالب الشباب واحتياجاتهن ويساعدهم.
وأضاف أن البوعزيزي كان يساعد أسرته منذ صغره، وكان الابن الذي يعتني بالآخرين.
وبن عمار، البالغ من العمر 61 عاماً، هو ابن شقيق وسيلة بن عمار زوجة الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، كما أنه واحد من المنتجين العرب المعروفين على الصعيد العالمي، ومن الأفلام التي ساهم في إنتاجها "حياة بريان" "نهوض هانيبال."
وأشار إلى أنه يريد ضمان أن تتذكر أجيال المستقبل البوعزيزي بوصفه بطلاً ضحى بحياته ليلهم الآخرين من أجل التغيير.