طرابلس، ليبيا (CNN)-- تضاربت تصريحات مسؤولين في المجلس الوطني الانتقالي بشأن الأنباء التي ترددت حول اعتقال المعتصم القذافي، أحد أبناء الزعيم الليبي "المخلوع"، معمر القذافي، في مدينة "سرت"، التي تشهد معارك عنيفة بين القوات الموالية للمجلس الانتقالي، وعناصر مسلحة من الكتائب الموالية للعقيد الهارب.
وبينما أكد عبد الله ناكر، رئيس مجلس الثوار في العاصمة طرابلس، أن المعتصم القذافي تم اعتقاله بعد معركة عنيفة دامت أربع ساعات في المدينة الساحلية، ذكر مسؤولان آخران في المجلس الانتقالي أنه لم يتم، حتى صباح الخميس، التأكد من التقارير التي أفادت باعتقال نجل القذافي، فيما نفى فريق ثالث صحة تلك التقارير.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع في الحكومة الانتقالية، العقيد أحمد باني، إن أنباء اعتقال المعتصم مازالت غير مؤكدة، كما قال المتحدث باسم المجلس الانتقالي، شمس الدين عبد المولى، في تصريحات لـCNN من مدينة بنغازي، شرقي ليبيا، إن تلك التقارير لم يتم تأكيدها من مصادر موثوقة بعد.
وفيما ذكر عبد المولي أن ممثل المجلس الانتقالي في سرت، والمتواجد حالياً في طرابلس، أنكر تلك التقارير، فقد أكد ناكر أن المعتصم وعدداً من مساعديه اعتقلوا ظهر الأربعاء، في منطقة تُعتبر مركز عمليات القوات الموالية للقذافي، وأضاف أنه تم اقتيادهم إلى بنغازي.
وسمع مراسلو CNN في طرابلس وسرت أصوات طلقات نارية أطلقها مؤيدو الثوار احتفالاً بنبأ اعتقال نجل العقيد الهارب، كما أفاد عبد المولي بأن مدينة بنغازي شهدت احتفالات صاخبة أيضاً.
ويُعتقد أن المعتصم، والذي كان يشغل منصب مستشار الأمن القومي للنظام السابق، هو من يقوم بتنسيق القتال في سرت، مسقط رأس القذافي وأحد آخر معاقل أنصاره، حيث ذكر أحد مقاتلي المعارضة أنه سمع أوامر صادرة من المعتصم إلى القوات الموالية لوالده، تتردد على الراديو.
ومنذ منتصف سبتمبر/ أيلول الفائت، يحاول مقاتلو المجلس الانتقالي الليبي إكمال سيطرتهم على "سرت"، وإخضاعها لسيطرة قادة ليبيا الجدد، إلا أن المقاومة الشرسة لأنصار القذافي، الذين يسيطرون أيضاً على بلدة "بني وليد"، حال دون تحقيق ذلك.
وذكرت قوات المجلس الانتقالي، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن معركة السيطرة على المدينة الساحلية بلغت مراحلها الأخيرة، وسط تأكيدات بأن "سرت" ستكون تحت سيطرة المجلس في غضون أيام.