لندن، بريطانيا (CNN)-- أعربت بريطانيا عن أملها في أن تسمح الحكومة الجديدة في ليبيا، بقيام محققين بريطانيين بفتح تحقيق في قضيتي "لوكيربي"، التي تعود للعام 1988، ومقتل شرطية بريطانية، بعد إطلاق النار عليها خارج السفارة الليبية بلندن عام 1984.
وقال مكتب وزارة الخارجية، في بيان الخميس، إن وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أليستر برت، "أثار موضوع تحقيقات الشرطة" مع كل من وزيري الخارجية والداخلية بالحكومة الانتقالية الجديدة، التي تم الإعلان عن تشكيلها مؤخراً في ليبيا.
وصل برت إلى العاصمة الليبية طرابلس، في وقت سابق الأربعاء، في أول زيارة لوزير بريطاني للدولة العربية منذ تشكيل الحكومة الجديدة، وقال إنه "واثق جداً" من أن الحكومة الليبية ستسمح، في القريب العاجل، بزيارة وفد من المحققين البريطانيين، إلا أنه لم يعلن موعداً لذلك.
وأضاف بيان الخارجية البريطانية أن "مساعدة أجهزة الشرطة المعنية في إجراء هذه التحقيقات، هو أحد أولويات الحكومة البريطانية.. الوزراء الليبيون يدركون مدى أهمية هذه القضايا."
وأعلنت الحكومة الليبية أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي، أن ملف المتهم بتفجير "لوكيربي"، عبد الباسط المقراحي، قد "أُغلق تماماً"، إلا أنها عادت في اليوم التالي لتقول إنها "مستعدة" للعمل مع الشرطة البريطانية للتحقيق في "مشتبهين آخرين" بحادثة تفجير طائرة "بان آم" الأمريكية فوق بلدة لوكيربي، في العام 1988.
وأُدين المقراحي عام 2001، بتفجير طائرة أمريكية تابعة لشركة "بان آم" فوق بلدة لوكيربي عام 1988، كانت في طريقها من لندن إلى نيويورك، ما أدى إلى مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 259 راكباً، بينهم 189 أمريكياً، بالإضافة إلى 11 آخرين على الأرض، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
وفي أغسطس/ آب 2009، قررت السلطات الاسكتلندية الإفراج عن المحكوم الليبي، لدواع إنسانية، بسبب إصابته بسرطان البروستاتا المتقدم، وبعدما قرر أطباء أن أمامه قرابة ثلاثة شهور فقط على قيد الحياة.
وعندما عاد إلى بلاده، تم التعامل معه بوصفه بطلاً وطنياً، الأمر الذي أثار ردود فعل سلبية في الولايات المتحدة وبريطانيا، ومع سقوط حكم العقيد معمر القذافي، عاد المسؤولون في لندن وواشنطن يطالبون بإعادته إلى السجن، إلا أن المجلس الانتقالي أعلن أنه لن يسمح بتسليم المقراحي.
وتتعلق القضية الأخرى بمقتل الشرطية البريطانية إيفون فليتشر، بعد إطلاق النار عليها في الظهر خلال مظاهرة احتجاجية قرب السفارة الليبية عام 1984، وتعتقد الشرطة البريطانية بشكل جدي أن الرصاصة التي قتلتها جاءت من داخل السفارة.