طرابلس، ليبيا (CNN)-- تواصلت المواجهات بين المحتجين المناوئين للزعيم الليبي معمر القذافي، والقوات الموالية له، في مختلف أنحاء ليبيا الجمعة، وسط أنباء عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، فيما أفادت تقارير دولية بأن عدد الفارين من أعمال العنف المندلعة في ليبيا، منذ منتصف الشهر الماضي، وصل إلى نحو 200 ألف لاجئ.
وأكدت مصادر في المعارضة الليبية وشهود عيان لـCNN أن كتائب عسكرية تابعة للقذافي هاجمت مدينة "الزاوية"، الواقعة شرقي البلاد، مما أسفر عن سقوط ما يزيد على 15 قتيلاً وأكثر من مائتي جريح، كما أشارت إلى اندلاع مواجهات في مدينة "رأس لانوف"، دون أن تتضح على الفور حصيلة الضحايا.
وحول المواجهات التي شهدتها طرابلس، أفادت المصادر بأن عشرات المصلين احتشدوا في مناطق وسط العاصمة بعد أداء صلاة الجمعة، وأفادت تقارير بأن هناك مؤشرات على أن القوات الموالية للقذافي استخدمت العنف في التصدي للمحتجين.
كما شهدت ضاحية "تاجوراء"، في العاصمة الليبية، مظاهرة حاشدة شارك فيها المئات من مناوئي الزعيم الليبي، وقالت تقارير إن المحتجين كانوا يعتزمون التوجه إلى "الساحة الخضراء"، وسط طرابلس، والتي يتجمع فيها عدد من أنصار القذافي.
ودفعت أعمال العنف بعشرات الآلاف، سواء من الليبيين أو العمال الأجانب، إلى الفرار باتجاه مصر وتونس المجاورتين، إلا أن الوضع على الحدود التونسية ينذر بـ"كارثة إنسانية"، مع استمرار تدفق النازحين من المناطق الغربية لليبيا.
وبدأت أعداد اللاجئين إلى تونس في التراجع وسط انتشار مكثف للقوات الموالية للقذافي على الحدود بين الدولتين، وكذلك على الطرق والمحاور الرئيسية المؤدية إلى تونس، وفق ما أكدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، الجمعة.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين، سيبيلا ويلكيس: "إن ما يقلقنا من هذا التواجد الكبير للقوات وتراجع أعداد اللاجئين، أن تكون هناك عمليات متعمدة لمنع الناس من المغادرة.
وعادةً ما يعبر نحو 15 ألف لاجئ الحدود بين ليبيا وتونس كل يوم، منذ اندلاع المواجهات، إلا أن العدد تراجع الخميس إلى نحو ألفين فقط.
وبحسب تقديرات المنظمة الدولية للهجرة، والتي تعمل المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين، فإن العدد الإجمالي للذين تمكنوا من الفرار من أعمال العنف المندلعة في ليبيا، يقارب 200 ألف شخص.
وأبلغ عدد ممن عبروا الحدود الليبية مع تونس CNN، بأن القوات الموالية للقذافي قامت بمصادرة هواتفهم المحمولة والكاميرات التي كانت بحوزتهم، قبل السماح لهم بمغادرة طرابلس، كما بدت مشاعر الخوف وقد تملكت معظم هؤلاء النازحين.
ومعظم هؤلاء النازحين من المصريين، بالإضافة إلى عدد من مواطني دول آسيوية وأفريقية أخرى، من بينها بنغلاديش، وفيتنام، وتايلاند، ومالي، وغانا، والسودان.
وعلى الجانب الآخر من الحدود مع مصر، ما زال حوالي ثمانية آلاف من العمال الأجانب ينتظرون إجلاؤهم من مدينة بنغازي، من بينهم إريتريين، وإثيوبيين، وصوماليين، وفق ما ذكرت وكالة اللاجئين.