دوفيل، فرنسا (CNN) -- انضم الرئيس الروسي، دميتري ميدفيديف، الجمعة، إلى قادة أمريكا وأوروبا في المطالبة بتنحي العقيد الليبي، معمر القذافي، قائلاً في مؤتمر صحفي عقد بختام قمة مجموعة الثماني في مدينة دوفيل الفرنسية إن نظام القذافي فقد شرعيته، وعليه الرحيل.
وقال ميدفيديف للصحفيين: "إذا اطلعتم على البيان الذي تم إصداره في ختام القمة، فجاء فيه أن نظام القذافي فقد شرعيته وعليه أن يرحل... تم اتفاق على ذلك بالإجماع".
ويأتي التصريح في تطور مغاير للمواقف الروسية السابقة تجاه رجل ليبيا القوي.
وأكد ميدفيديف أن روسيا مهتمة بـ"الحفاظ على ليبيا دولة مستقلة وحرة ذات سيادة"، مشيراً إلى إيفاده مبعوثه الخاصللتعاون مع دول أفريقيا رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الفدرالية (الشيوخ) الروسي، ميخائيل مارغيلوف، إلى بنغازي.
وقال : "قررت إيفاد مبعوثي الخاص إلى أفريقيا، السيد مارغيلوف، إلى هناك لاستخدام أفضل للاتصالات القائمة بين روسيا وبنغازي من ناحية، ومع طرابلس من ناحية أخرى". وأضاف أن "مارغيلوف سيتوجه إلى بنغازي فورا".
وكان المشاركون في قمة مجموعة الثماني الكبرى قد أعلنوا في ختام قمتهم في مدينة دوفيل الفرنسية، الجمعة، أنه لا يوجد للقذافي مستقبل في ليبيا الديمقراطيةن ودعوا روسيا للتوسط في الأزمة الليبية التي اندلعت في 17 فبراير/شباط الماضي للمطالبة برحيل العقيد بعد أكثر من أربعة عقود في السلطة.
وإلى ذلك، جاء تصريح ميدفيديف تلو إعلان وزارة الخارجية الروسية، الجمعة، أنها تلقت اتصالاً من رئيس الوزراء الليبي، البغدادي علي المحمودي، يطلب فيه من موسكو التوسط للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في البلاد.
ويشير الاتصال الليبي إلى حجم الأزمة التي يعيشها نظام القذافي في طرابلس، مع الضغط المستمر عليه داخليا ودوليا، غير أن صورة الوساطة الروسية لم تتضح، خاصة وأن موسكو تلقت طلباً مماثلاً للوساطة من الدول الكبرى خلال اجتماع مجموعة الدول الثماني.
وبحسب بيان الخارجية الروسية، فإن الوزير سيرغي لافروف قال للمحمودي إن بلاده "تعتبر أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في ليبيا وإعادة الوضع في هذا البلد إلى المجرى السياسي."
وأكد لافروف في المكالمة الهاتفية "موقف روسيا المبدئي إزاء ضرورة تنفيذ قراري مجلس الأمن الدولي 1970 و1973، وخاصة ما يتعلق بعدم السماح بأية أعمال من شأنها أن توقع ضحايا بين السكان المدنيين."
ويذكر أن روسيا كانت من أشد المنتقدين للحملة الجوية التي يقودها حلف الأطلسي منذ توليه مهام حملة عسكرية ضد ليبيا اطلقت لحماية المدنيين من تنكيل كتائب القذافي موجب القرار الدولي 1973.
والأربعاء الماضي، وصفت وزارة الخارجية الروسية قصف الناتو للعاصمة الليبية، طرابلس، بأنها "انحراف صارخ" للقرار الدولي الذي فوض قوات التحالف اتخاذ كافة التدابير اللازمة لتعزيز منطقة حظر جوي فوق ليبيا وحماية المدنيين.
ويذكر أن روسيا، العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، كانت قد امتنعت عن التصويت على القرار.