غيتس مع مواصلة تقديم الدعم للعمليات العسكرية في ليبيا

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- بعث مجلس النواب الأمريكي برسالة تحمل أكثر من دلالة إلى الرئيس باراك أوباما الجمعة، إذ قام بإسقاط مشروع قانون كان يمكن تمريره بسهولة، لعرقلة تمويل العمليات العسكرية في ليبيا، ولكنه بالمقابل قام باعتراض مشروع آخر يرمي إلى تأكيد دعم الدور العسكري لواشنطن في ذلك البلد ضمن حملة حلف شمال الأطلسي "ناتو."

وسقط اقتراح دعم الدور الأمريكي بضغط من نواب الحزب الجمهوري، فلم ينل المشروع إلا 123 صوتاً مؤيداً مقابل اعتراض 295 صوتا، في حين سقط مشروع التمويل المشروط للعمليات العسكرية بفعل تصويت مشترك من الجمهوريين والديمقراطيين.

وقال مستشار كبير لأحد قادة الحزب الجمهوري إن القرار بإسقاط مشروع التمويل المشروط للعمليات العسكرية جاء بعد مشاورات في اللحظة الأخيرة لنواب الحزب الذين أعربوا عن قلقهم حيال احتمال أن تُفهم رسالة تمرير المشروع بأنها دعوة إلى استخدام أشكال أخرى من القوة في ليبيا، تزيد الدور الأمريكي الحالي.

وكان من المتوقع أن يقوم مجلس النواب بتمرير مشروع قرار التمويل بصورة كانت ستشكل ضربة معنوية للبيت الأبيض لأنها كانت ستشدد على ألا يتجاوز الدور حد العمليات غير الهجومية، بل يقتصر على تقديم الوقود والخطط والمعلومات الاستخبارية وخدمات الإنقاذ.

وبحسب المصادر فإن إصرار النواب السابق على تمرير هذا المشروع جاء ليعكس حجم امتعاضهم من قيام البيت الأبيض بتجاوز فترة السماح القانونية الممنوحة للرئيس قبل الحصول على موافقة برلمانية لعمل عسكري.

وكان رئيس مجلس النواب الأمريكي، جون بونر قد قال في مؤتمر صحفي إن إستراتيجية أوباما في الملف الليبي لم تكن جيدة منذ البداية، وأضاف: "أنا أتفهم العمليات الإنسانية.. ولكن الإستراتيجية التي كانت تقوم على أمل أن الزعيم الليبي معمر القذافي سيغادر منصبه لم تشر إلى التاريخ المتوقع لهذه المغادرة."

يشار إلى أن هذه التقارير تأتي بعد ساعات من قول وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، إن الكونغرس يرتكب خطأ بقطع التمويل عن العمليات العسكرية الأمريكية في ليبيا، فيما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون إن مهمة الناتو في ليبيا يجب أن تستمر.

غيتس المنتهية ولايته قال في تصريح لـPBS، إن حلفاء الولايات المتحدة، وتحديداً البريطانيون والفرنسيون والإيطاليون، يعتبرون ليبيا مصلحة حيوية بالنسبة لهم.

وأضاف "أعتقد أنه ما أن انهمكت قواتنا بالعمليات فإن وقف التمويل عنه يشكل خطأ.. وحلفاؤنا يعتبرون مصلحة مهمة بالنسبة لنا أيضاً."

وأوضح غيتس أنه تم تحقيق تقدم في ليبيا في مجال تحقيق الهدف الأمريكي بتنحية الزعيم الليبي، معمر القذافي،عن السلطة.

وقال: "بناء على كل ما شهدناه، فإن الحكومة (الليبية) تزداد عزلة يوماً بعد يوم ومتداعية وقواته تتضاءل بصورة ملحوظة.. بينما يتوسع المعارضون في السيطرة على مناطقهم.

غير أن غيتس أقر بأن أحداً لا يمكنه أن يتنبأ متى سيغادر القذافي.

من ناحيتها، قالت كلينتون خلال زيارة لجمايكا الأربعاء إنه يجب ألا يتم التخلي عن المهمة الآن، وأضافت أن المعارضة الليبية حققت تقدماً ملحوظاً سياسياً، وكذلك على الأرض.

وقالت: غير أن النتيجة النهائية هي أن يحدد المرء إلى أي جانب يقف، إلى جانب القذافي أم إلى جانب الشعب الليبي والتحالف الدولي الذي يدعمهم، موضحة أن إدارة أوباما حددت موقفها.

من جهته، أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو" أنه نفذ العديد من العمليات خلال الساعات الأربع و العشرين ساعة الماضية.

وقال إنه نفذ 12347 طلعة منذ بداية العمليات في الحادي والثلاثين من مارس/آذار الماضي، منها 4660 ضربة جوية، وأشار إلى أن عدد الطلعات الجوية في الثالث والعشرين من الشهر الجاري بلغت 149 طلعة نفذت خلالها 47 ضربة جوية.