طرابلس، ليبيا (CNN)-- جدد الزعيم الليبي معمر القذافي اتهامه لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، بقصف أهداف مدنية، ضمن الحملة التي يقودها الحلف لفرض منطقة حظر جوي وحماية المدنيين في ليبيا، ودعا مجلس الأمن الدولي إلى إجراء تحقيق في القصف الذي تعرضت له مدينة "صرمان" في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
وقال العقيد الليبي، في كلمة مسجلة أذاعها التلفزيون الرسمي، في وقت مبكر من صباح الخميس، إن على مجلس الأمن أن يعقد اجتماعاً طارئاً لمناقشة القصف الذي شنه من وصفهم بـ"الهمج الصليبيين"، على مدينة "صرمان" الاثنين الماضي، كما طلب وقف "الهجوم البربري" على ليبيا.
وفي خطابه الخميس، أشار القذافي إلى أن القصف استهدف منزل الخويلدي الحميدي، عضو مجلس قيادة الثورة الليبية، وأحد الأصدقاء المقربين للزعيم الليبي، قائلاً: "هل بيت الخويلدي هدف عسكري مشروع؟ هل مطبخ منزله هدف عسكري مشروع؟ هل حمام منزله هدف عسكري مشروع؟"
وتابع الزعيم الليبي، الذي شنت قواته حملة عسكرية ضخمة لقمع الثوار المناوئين لنظامه في المناطق الشرقية مطلع العام الجاري، قبل بدء الحملة الدولية على ليبيا، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1973، في مارس/ آذار الماضي، قائلاً: "إننا لسنا خائفين، والمعركة ستستمر إلى يوم القيامة."
وبعكس دعواته السابقة لوقف الهجمات على بلاده، قال القذافي: "ليس بيننا أي تفاهم بعدما قتلتم أبناءنا وأحفادنا، نحن نبغي الموت أفضل لنا، من أنكم موجودون وطائراتكم فوق رؤوسنا"، وأضاف متسائلاً: "بيوتنا تصبح أهدافاً عسكرية مشروعة؟ هل هذا في قرار مجلس الأمن؟ هل هذا مكتوب في ميثاق الأمم المتحدة؟"
واستطرد قائلاً: "هذه الثورة كان الخويلدي الحميدي أحد أبطالها، لهذا قرروا تصفيته كما حاولوا تصفية قائد الثورة، يا همج.. بيت الخويلدي، وبيت ابنه خالد، وبيت نجية بن جاسم، وبيت محمد الأحمدي، هذه البيوت أهداف عسكرية مشروعة.. يا همج يا برابرة."
وأضاف: "الشيطان يختشي، ولا يقوم بهذا العمل"، وتابع: "من سمح لكم أن تقتلوا الخويلدي؟ بأي شريعة تقتلوه؟ من سمح باغتيال الزعماء والسياسيين، هل هذه شريعتكم؟ أنتم شريعتكم شريعة الغاب، وشريعة الكفار"، وتابع محذراً: "هذا التشريع الذي تنتهجوه سيعود عليكم بالدمار والخراب والإرهاب."
وكان متحدث باسم الحكومة الليبية قد ذكر في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن غارة جوية شنها حلف الناتو على أحد الأحياء السكنية في مدينة صرمان، على بعد حوالي 70 كيلومتراً غربي طرابلس، أدت إلى تدمير خمسة منازل، وأسفرت عن سقوط 15 قتيلاً، بينهم ثلاثة أطفال.
إلا أن حلف الأطلسي نفى علمه بسقوط قتلى من المدنيين في القصف الجوي على صرمان، وقال إن الأهداف التي تم قصفها خلال تلك الغارة تُعد "مراكز للقيادة والسيطرة"، تستخدم لتخطيط وتنسيق الهجمات التي تشنها الكتائب الموالية للقذافي على المدنيين الليبيين.
وذكر الحلف في بيان نشره على موقعه الإلكتروني، أنه "بينما لا يمكن للناتو تأكيد صحة التقارير عن سقوط ضحايا، فإنه يُعرب عن أسفه لسقوط أي قتلى بين المدنيين، ونؤكد التزامنا باتخاذ أقصى درجات الحذر، لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين."