دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- استقل مئات الأشخاص من العاصمة الليبية طرابلس سفينة تابعة للصليب الأحمر الدولي، تمهيداً لنقلهم إلى مدينة بنغازي، المعقل الأساسي للثوار، وحملت السفينة الكثير من النساء والأطفال، في حين أعلنت تونس وصول مركب يحمل 49 ليبياً، بينهم 19 ضابطاً، فروا من الجيش التابع للعقيد معمر القذافي.
وبالنسبة لسفينة الصليب الأحمر، فمن المقرر أن تعود إلى طرابلس الجمعة، حاملة معها مجموعة من الراغبين بالعودة إلى العاصمة الليبية قادمين من بنغازي، وقد شوهدت مجموعة من النساء والأطفال يحملون الأمتعة بطريقهم إلى السفينة.
ويأمل الصليب الأحمر أن تتمكن السفينة التابعة لها في رحلاتها القادمة من نقل 700 شخص من طرابلس التي تتعرض لضربات جوية شبه يومية من قبل قوات حلف شمال الأطلسي "ناتو."
ووضع الصليب الأحمر هذه العملية في إطار "لم شمل العائلات" وقال بول كاستيلا، رئيس بعثة اللجنة الدولية في طرابلس: "ظل هؤلاء المدنيون منقطعين عن أقربائهم منذ أربعة أشهر، ولا يمكنهم عبور خطوط الجبهة بسبب القتال. وإن معظم الأشخاص الذين سننقلهم هم ليبيون كانوا يعملون بعيداً عن ديارهم أو كانوا يزورون أقرباء لهم أو أصدقاء لهم عندما اندلع النزاع. وهم يتوقون جداً إلى لقاء عائلاتهم من جديد".
وفي تونس، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن 49 لاجئاً ليبياً وصلوا صباح الخميس إلى ميناء الكتف من معتمدية بن قردان من ولاية مدنين، من بينهم 19 من الضباط في الجيش الليبي وفي الشرطة الليبية انشقوا عن نظام القذافي.
وقد كان ميناء الكتف استقبل الثلاثاء مركبا يحمل على متنه 38 ليبيا عدد منهم ضباط في رتب عالية بالجيش الليبي.
ونقلت الوكالة عن أحد أولئك الضباط قوله إن: "قرار الفرار جاء ليس خوفا من الموت بل رفضا للقتل الذي يمارس ضد أبناء الشعب الليبي."
وقالت الوكالة إن الضباط "أشاروا بكل مرارة إلى ما يتعرض له الشعب الليبي من انتهاكات وقتل موضحين أن عدد القتلى فاق 15 ألفا فيما تجاوز عدد المساجين 30 ألفا."
وقد بدأت الانتفاضة الشعبية في ليبيا ضد نظام العقيد معمر القذافي في فبراير/شباط الماضي، وسرعان ما سيطر المحتجون على المنشآت والمرافق الحكومية في عدة مدن، وخاصة بالشرق، في أكبر تحد للنظام الممسك بزمام السلطة منذ أكثر من أربعة عقود.
وتطورت المواجهات بين الثوار وقوات القذافي إلى معارك عسكرية، وقام مجلس الأمن باتخاذ قرار لحماية المدنيين، ما أفسح في المجال أمام عملية عسكرية دولية بدأت في مارس/آذار الماضي، وتتركز على ضرب أهداف عسكرية ليبية من خلال الغارات الجوية والصاروخية.