بروكسل، بلجيكا (CNN)-- دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، آندرز فو راسموسن، إلى بدء التفكير بالخطط المستقبلية لليبيا بعد رحيل نظام الزعيم معمر القذافي، الذي يحكم الدولة منذ نحو 43 عاماً، معتبرا أنه "بدأ يتهاوى" في مؤشر على قرب نهايته.
وأدلى راسموسن بتصريحات للصحفيين في العاصمة البلجيكية بروكسل الأربعاء، بعد قليل من اختتام اجتماع وزراء الدفاع بدول الأطلسي، حيث شدد على أن عملية "الحامي الموحد"، التي يقودها الحلف ضد كتائب القذافي، منذ أواخر مارس/ آذار الماضي، ساعدت في إنقاذ الأرواح في ليبيا.
إلا أن الأمين العام لحلف الناتو لم يقدم إجابة واضحة على سيل من أسئلة الصحفيين حول كيف أن عمليات القصف الجوي ستنهي وجود نظام القذافي، في حين أن "التجارب التاريخية على مدى الـ30 عاماً الماضية"، تظهر أن الهجمات الجوية وحدها لن يمكنها كسب الحرب.
واكتفى راسموسن بالتشديد على تصريحات كان قد أدلى بها في وقت سابق، بقوله: "ليس لدينا أي نية لوضع قوات على الأرض"، في إشارة إلى موقف دول الحلف بعدم إرسال قوات برية إلى ليبيا، رغم أن بعض الدول أعلنت عن خطط لإرسال "مستشارين عسكريين" للعمل إلى جانب الثوار المناوئين لنظام القذافي.
وأكد أمين حلف الناتو أن دول الأطلسي وافقت على تمديد العملية العسكرية الجارية في ليبيا لمدة 90 يوم أخرى، بنهاية يونيو/ حزيران الجاري، كما اتفقت أيضاَ على تدبير الموارد اللازمة لتمديد المهمة لوقت أطول، في حالة ما إذا كانت هناك ضرورة لذلك.
وكان حلف الناتو قد أعلن مطلع الشهر الجاري عن تمديد عملياته في ليبيا لمدة 90 يوماً، ضمن مهمة تولى قياداتها نهاية مارس/ آذار الماضي، بموجب القرار 1973 لمجلس الأمن، بهدف حماية المدنيين في ليبيا، وسط اتهام نظام طرابلس بأن غارات الحلف تسببت في مقتل مئات المدنيين.
وجاءت دعوة راسموسن للتفكير بمستقبل ليبيا، بعد ساعات من إذاعة التلفزيون الليبي كلمة للقذافي، تعهد فيها بعدم الاستسلام أو التراجع، وقال إنه لا يوجد سوى خيار واحد هو "بلدنا.. سأظل فيه حتى النهاية حيا أو ميتاً أو منتصراً.. لا يهم."
وجاءت كلمة القذافي فيما هزت 29 انفجاراً مدينة طرابلس، ومن بينها مقره في باب العزيزية، حيث شوهدت سحابة دخان كثيفة تتصاعد منه.
ومؤخراً، دخلت الحملة الجوية مرحلة جديدة، حين أدخلت فرنسا وبريطانيا مروحيات هجومية للمشاركة في الحملة الجوية، التي استخدم فيها الناتو الطائرات الحربية وصواريخ "توماهوك" بعيدة المدى.