طرابلس، ليبيا (CNN) -- هددت الحكومة الليبية، الاثنين، بأن كتائبها ستحول مدينة "البريقة" النفطية إلى "جحيم" عوضاً عن إتاحة وقوعها بأيدي الثوار، وذلك بعد قليل من إعلان المناهضين لحكم القذافي بأنهم باتوا على مشارف المدينة الإستراتيجية شرقي البلاد، والتي كانت مسرحاً لمواجهات شرسة أسفرت عن مقتل 530 شخصاً من الجانبين خلال الأشهر الماضية.
وقال الناطق باسم الحكومة الليبية، موسى إبراهيم: "الدفاع عن البريقة أمر حيوي للغاية لحياة الشعب الليبي.. سنحولها إلى جحيم، ولن نسلمها حتى لو كلف ذلك قتل الآلاف من المتمردين وتدمير المدينة بأكملها."
وقال إبراهيم إن كتائب القذافي نجحت في دحر هجمات المتمردين طيلة الأيام الخمس الأخيرة، وخلفت المواجهات 30 قتيلاً بين صفوف الكتائب و300 من جانب الثوار، وهي مزاعم لم يتسن التأكد منها بصورة مستقلة.
ويأتي تلويح طرابلس بعد قليل من إعلان الناطق باسم الثوار في ليبيا لـCNN، الاثنين، أن المقاتلين المناهضين للعقيد، معمر القذافي، تقدموا إلى مشارف مدينة "البريقة" بعد إزالة آلاف الألغام الأرضية التي زرعت حول المدينة الواقعة شرقي ليبيا.
وقال العقيد أحمد باني: "قواتنا على بعد 9 كيلومترات من البريقة الآن بعد اشتباكات جرت بين مجموعة صغيرة منهم وكتائب القذافي خلال عطلة نهاية الأسبوع."
واندلعت المواجهات إثر نزع الثوار لآلاف الألغام الأرضية، خلال الأيام القليلة الماضية، وتأمين ممر لتحركهم نحو المدينة النفطية الإستراتيجية، بحسب باني.
وأضاف: "تقريبا المنطقة بأكملها حول البريقة جرى تلغيمها"، لافتاً إلى أن كتائب القذافي حفرت خندقاً حول المدخل الشرقي للمدينة كخط دفاعي.
أردف بقوله: "هذا ربما يؤخر خطتنا للاستيلاء على المدينة طالما تم ربط الخندق بخط أنابيب لضمان اشتعال النيران."
وزعم الثوار أنهم يتابعون التقدم نحو "البريقة" بوتيرة بطيئة لكن راسخة.
وقال أحد الثوار، رافضا كشف اسمه، إن مجموعة استطلاعية تسللت إلى داخل المدينة الساحلية واشتبكت مع القوات الموالية للقذافي، ما أدى لمقتل 11 من المهاجمين وإصابة العشرات بجراح.
وأشار الثوار إلى أن كتائب القذافي بادرت بالانسحاب من البريقة اثر دخول وحدة الاستطلاع لكنها أعادت تجميع صفوفها وشنت هجوماً مضاداً.
وذكر الناطق باسم الثوار: "الاتصالات بين كتائب القذافي لم تعد فعالة للغاية كما كانت لأنهم كانوا يبادرون عادة إلى إطلاق صواريخ غراد على قواتنا الاستكشافية، لكن كان هناك تردد هذه المرة."
والخميس، أدانت طرابلس الهجمات على البريقة، واتهم الناطق باسم الحكومة الليبية، تحالف الناتو بالتنسيق مع الثوار لشن هجمات برية وبحرية وجوية، على المدينة الساحلية التي تعد من أهم الموانئ النفطية.
واتهم إبراهيم حلف شمال الأطلسي بتجاوز تفويض قرار مجلس الأمن الدولي 1973 الذي أطلقت بموجبه الحملة الجوية الدولية لحماية المدنيين من هجمات كتائب القذافي.
والاثنين، أغارت مقاتلات الحلف الأطلسي، ولأول مرة على مطار طرابلس الدولي، في قصف أدى لتدمير برج المراقبة.
وقال الناتو في بيان إن نظام طرابلس تستخدم نظام الرادار في المطار لرصد طائراته وتحذير كتائب القذافي من قصف مقبل.