طرابلس، ليبيا (CNN)-- رهنت الحكومة الليبية الثلاثاء، الجلوس للتفاوض لإيجاد حل الأزمة التي تشهدها البلاد، بوقف حلف الأطلسي "الناتو" لعملياته الجوية، في موقف أعلنه رئيس الوزراء الليبي، البغدادي علي المحمودي، عقب اجتماع مع مبعوث الأمم المتحدة، عبد الإله الخطيب، الذي لم تحرز مباحثاته في طرابلس وبنغازي أي تقدم لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة منذ خمسة أشهر.
وقال البغدادي، لحشد من الصحفيين في طرابلس، إنه يجب على حلف شمال الأطلسي وقف هجماته الجوية قبل بدء أي مفاوضات، مضيفاً: "يجب أن يتوقف هذا العدوان على الفور."
وأضاف: "وقف إطلاق النار شرط قبل الدخول في أي حوار، أو إيجاد حل للأزمة الليبية"، مكرراً مواقف طرابلس السابقة بأن دور الزعيم الليبي، معمر القذافي، غير قابل للتفاوض، رغم مطالب المعارضة والغرب بضرورة رحيله عن السلطة.
وأردف قائلاً: "نعتقد أن الشعب الليبي قال كلمته: لا تفاوض بشأن مستقبل الزعيم."
غير أن الثوار يتمسكون في الوقت ذاته بخيارهم العسكري حتى الإطاحة بالعقيد، الذي يحكم البلاد منذ قرابة 42 عاماً.
إلا أن الدول الغربية أبدت، مؤخراً، ليونة، بشأن مطلب رحيل القذافي، وكان آخرها بريطانيا، التي قال وزير خارجيتها، ويليام هيغ، إن بإمكان القذافي البقاء في ليبيا، إذا تخلى عن السلطة.
وعقب البغدادي على تصريح هيغ، في رد على سؤال بهذا الشأن، قائلاً: "مستقبل القذافي يحدده الليبيون فقط.. مع احترامي البالغ لوزير خارجية بريطانيا العظمى، لكنه ليس من يقرر نيابة عن الشعب الليبي، يهمنا ما يقرره الليبيون وليس ويليام هيغ."
وصرح رئيس الحكومة الليبية بأنه ناقش ومبعوث الأمم المتحدة قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بليبيا، وما وصفه بـ"الخروقات الخطيرة" للناتو في ليبيا.
ووصف لقاءه بالخطيب بـ"المثمر"، لافتاً إلى أنه تطرق كذلك إلى الوضع الإنساني في العاصمة طرابلس، قائلاً إنها تواجه نقصاً في الوقود والأدوية والسلع الأساسية.
من جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليبيا إن المناقشات التي أجراها في بنغازي وطرابلس توضحان بأن مواقف الطرفين ما زالت متباعدة بشأن التوصل لحل سياسي، لكنه أشار إلى أن الجانبين أكدا رغبتهما في متابعة الحوار مع الأمم المتحدة للبحث عن مخرج من الأزمة.
تأتي مباحثات الخطيب لإيجاد تسوية سياسية للأزمة التي تشهدها ليبيا، مع فشل الحملة التي يشنها الثوار، ومنذ خمسة أشهر، وبدعم من الناتو، في الإطاحة بالقذافي.