طرابلس، ليبيا (CNN)-- فيما تتواصل المعارك بين مقاتلي الثوار الذي بسطوا سيطرتهم على معظم أنحاء ليبيا، وعناصر الكتائب الموالية للزعيم الليبي "الهارب"، معمر القذافي، أكدت منظمات دولية وإقليمية على أهمية الحاجة إلى التحرك سريعاً خلال الفترة الانتقالية، بهدف وقف إراقة الدماء، وبدء بناء دولة ديمقراطية.
ومن مدينة نيويورك، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إنه تحدث مع قادة عدد من المنظمات الإقليمية، من بينها جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأفريقي، وكذلك زعماء الاتحاد الأوروبي، حول تطورات الأوضاع الجارية في ليبيا، بعد سيطرة الثوار على العاصمة طرابلس.
وقال كي مون إن "الجميع وافقوا على أن الأزمة في ليبيا قد دخلت مرحلة جديدة وفاصلة"، وأضاف أنهم اتفقوا أيضاً على "على أهمية الانتقال السلس والسريع للسلطة"، من نظام القذافي، الذي لم يُعثر له على أثر داخل مقر إقامته بمجمع "باب العزيزية"، والحكومة الانتقالية، التي يعمل المجلس الوطني الانتقالي على تشكيلها.
كما دعا كي مون المنظمات الإقليمية إلى الانضمام للأمم المتحدة في مساعدة السلطات الليبية الجديدة، في تقديم المساعدات العاجلة، وتأسيس مرحلة ديمقراطية انتقالية، بعد الإطاحة بنظام القذافي، وقال إن مجلس الأمن أكد دعمه لهذا التوجه، بنشر بعثة للأمم المتحدة في ليبيا.
وقال الأمين العام للمنظمة الدولية، في اتصال عبر "الفيديو كونفرانس"، مع قادة تلك المنظمات الإقليمية، الجمعة: "في هذه المرحلة الانتقالية، علينا أن نجتمع معا في برنامج دولي كامل التنسيق"، مشيراً إلى أن هناك تحديات كثيرة ما زالت ماثلة مع استمرار القتال في أجزاء من البلاد، بما فيها طرابلس، وسرت، وسبها.
وأضاف في هذا الصدد: "ما زال الناس يفقدون أرواحهم، وكان الدمار الذي لحق الممتلكات وسبل المعيشة كبيراً، ويوجد نقص في الوقود والطعام والاحتياجات الطبية، خصوصاً في منطقة جبل نفوسة، كما أن هناك نقصا في المياه في العاصمة، الأمر الذي قد يعرض ثلاثة ملايين شخص إلى الخطر."
وعلى صعيد التطورات الميدانية، واصل الثوار في العاصمة طرابلس محاولة إحكام السيطرة على المطار الذي سقطت فيه قذائف أطلقتها عناصر من كتائب القذافي، أدت إلى احتراق طائرة مدنية.
وذكر الثوار أن القصف جاء من قرية شرقي المطار، تتمركز فيها وحدات مؤيدة للقذافي، تحاول وقف تقدم الثوار في أحياء العاصمة، مشيرين إلى أن وجود المدنيين في القرية، يدفعهم إلى التريث في اختيار طبيعة الرد على مصادر النيران.
من جانب آخر، أفادت مصادر رسمية تونسية السبت، بأن الثوار الليبيين تمكنوا من السيطرة على معبر "رأس جدير" الحدودي، بين تونس وليبيا، مساء الجمعة، بعد اشتباكات متقطعة وخفيفة مع الكتائب الموالية للقذافي، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء التونسية الرسمية "وات."
وفي وقت سابق كشف الجيش البريطاني أن طائرات تابعة له أطلقت وابلاً من الصواريخ الموجهة نحو مدينة سرت، مسقط رأس القذافي، استهدفت غرفاً محصنة في مقر يعود للعقيد الهارب.