طرابلس، ليبيا (CNN) -- تضاربت الأنباء حول هوية الجهة المسيطرة على بلدة "بئر الغنم" الإستراتيجية غربي ليبيا، والتي فقد ذكرت حكومة العقيد معمر القذافي أنها استردت البلدة بعد يوم على خسارتها أمام الثوار الذين دخلوها تمهيداً لفتح الطريق أمام العاصمة طرابلس، في حين نفى قيادي في صفوف المعارضة الليبية ذلك، مشدداً على أن الثوار يسيطرون عليها.
وتقع البلدة على بعد 85 كيلومتراً من طرابلس، غير أنها تعتبر أكبر تجمع سكاني مهم قبل الوصول إليها، ما جعلها هدفاً أساسياً لقوات الثوار التي تتحرك باتجاه العاصمة من منطقة جبل نفوسة.
وقد تحدث رئيس الوزراء الليبي، البغدادي المحمودي، إلى الصحفيين الأحد، قائلاً إن الثوار لم يتمكنوا من البقاء في البلدة أكثر من ساعات، واستردتها قوات القذافي بعد ذلك.
وقال المحمودي إن البلدة بين يدي من وصفهم بـ"القبائل الشجاعة والشريفة" وأن الحياة فيها عادت إلى طبيعتها تحت إشراف "الحكومة الشرعية الليبية" على حد تعبيره.
ولكن القيادي المعارض في مدينة الزنتان، ناصر أبوالقاسم، قال لـCNN إن الثوار في أماكنهم على خطوط الجبهة في "بئر الغنم،" مضيفاً أن التعزيزات تصل إلى المقاتلين بشكل منتظم، وأن الوضع مستقر على الأرض.
وأضاف أبوالقاسم أن البلدة تعرضت صباحاً لقصف بصواريخ من طراز غراد من قواعد بعيدة تابعة لقوات القذافي، ولكنه نفى وقوع خسائر بشرية في صفوف الثوار.
وكان الثوار قد أعلنوا مقتل ثمانية من عناصرهم وإصابة العشرات، أثناء مواجهات ضارية ضد الكتائب الموالية للعقيد، معمر القذافي، انتهت ببسط قوات المعارضة الليبية سيطرتها على "بئر الغنم" السبت.
وقال قائد ميداني للثوار إن 1500 من المقاتلين انضموا للمعركة، التي تبادل فيها الطرفان القصف بالصواريخ قبل أن تندلع اشتباكات بالأسلحة، استمرت خمس ساعات.
وكان المئات من الثوار، وقبل وصول التعزيزات العسكرية، قد انتشروا حول البلدة التي كانت محاصرة، وشنوا هجومهم عليها من ثلاثة محاور.
وقال أحد الثوار لـCNN بعد نهاية القتال: "المعركة كانت ضارية للغاية.. وليس هناك فسحة لأخذ قسط من الراحة.. الخطوة المقبلة ستكون طرابلس."
ويقاتل الثوار، الذين بسطوا سيطرتهم على ثاني أكبر المدن الليبية، بنغازي، وبعض المناطق الأخرى، لمحاولة التقدم نحو طرابلس، المعقل القوي للقذافي، بهدف الإطاحة بالزعيم الذي احكم سيطرته على البلاد منذ 42 عاماً.