الخرطوم، السودان (CNN) -- بإشارة الصليب، يضع شاب سوداني ورقة التصويت في الاستفتاء داخل الصندوق لتقرير مصير الجنوب في أحد مراكز الاقتراع بالعاصمة الخرطوم.
الخيار أمام الجنوبيين هو إما أن يظلوا جزءا من السودان أو أن يصبحوا جزءا جديدا من القارة السمراء، فالشرطي إيمانويل اختار الوحدة، إذ أن الشرق والغرب والشمال والجنوب هي جزء واحد يشكل السودان، على حد قوله.
وبينما يواصل المسلمون القادمون من الجنوب المشاركة في عملية التصويت، لا يتطلع مسيحيو الشمال إلى رؤية أوصال بلدهم تتقطع.
فهذه السيدة تقول إنها عاشت في الشمال لأكثر من خمسة وعشرين عاما، وعملت في أحد المستشفيات، وهي لا تعرف أي شخص في الجنوب، ولا نية لديها لترك الشمال نحو بلد جديد.
آخرون ممن فضلوا عدم الظهور أمام الكاميرا اختاروا الانفصال، فأحدهم قال إنه عاطل عن العمل ولا مستقبل لديه في الشمال، فبعد المشاركة في الاستفتاء سيتوجه نحو الجنوب.
من جهة أخرى، لا يستطيع الشماليون التصويت، ولكنهم يعتصمون ضد الاستفتاء والانفصال.
فعبير عثمان، حفيدة أول رئيس وزراء للسودان، تقوم مع مجموعة من المعتصمين بتغطية سور منزلها بالشريط الأسود، ليظهر رجال الشرطة فجأة ويعبروا عن عدم ترحيبهم بمثل هذه الشعارات ويطالبونها بإزالة الشريط.
تقول عبير: "أرادوا معرفة وجهي نظري، فأخبرتهم أن كل ما أقوم به هو تعليق هذا الشريط الأسود."
أما عبد المنعم، أحد المشاركين في الاعتصام، فيقول إن الناس ممنوعون من التعبير، فالحكومة لا تهتم بوجهة نظرهم.
ويبدو أن الكثيرين لا يطمحون إلى المشاركة في جنازة السودان الموحد.