بيروت، لبنان (CNN) -- أكدت وسائل الإعلام التابعة لحزب الله اللبناني أن أمينه العام، حسن نصرالله، سيلقي خطابا قريباً حول "تطورات الساعةِ في لبنان نتائجَ وأسباباً وتداعيات،" وذلك بعد سقوط الحكومة إثر استقالة وزراء المعارضة التي يقودها الحزب، بينما أكدت الخارجية الأمريكية أن واشنطن لا ترى حالياً أي ضرورة لمراجعة سياسة الدعم للجيش، بعد خطوة المعارضة.
وأورد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، بي جي كراولي قائلاً: "لا أظن أن هناك في هذه المرحلة حالة لإعادة النظر في المساعدات التي نقدمها للمؤسسات الدستورية اللبنانية التي هي ضرورية لاستقلال وسيادة لبنان."
وفي الداخل اللبناني، تفاوتت التقديرات والمواقف بين مختلف الكتل السياسية ، فقد أعلن النائب أحمد فتفت، عضو كتلة تيار المستقبل التي يقود رئيس حكومة تصريف الأعمال الحالية، سعد الدين الحريري، أن الأخير يتمتع بغالبية نيابية، وهو المرشح الوحيد لتلك الغالبية المنضوية تحت التحالف المعروف باسم "14 آذار."
واتهم فتفت المعارضة بمحاولة "قلب الطاولة،" و"إطلاق رصاصة الرحمة" على اتفاق الدوحة (الذي أنهى المواجهات المسلحة في بيروت بين أنصار المعارضة والحكومة في السابع من أيار 2008) من خلال الاستقالة التي كان الاتفاق يحظرها.
وأكد فتفت على أن الموضوع الأساسي الذي يدور حوله الخلاف هو موقف لبنان من المحكمة الدولية التي تنظر في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، والتي قد يصدر عنها قرار اتهامي في وقت قريب، يعتقد حزب الله أنه سيوجه أصابع الاتهام في الجريمة إليه، وشدد فتفت في هذا السياق على رفض التفاوض حول المحكمة.
أن النائب محمد كبارة، وهو بدوره عضو في قوى الأكثرية، فقد وصف استقالة المعارضة بأنها عملية "7 أيار سياسي" و"انقلاب جديد."
ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية عن كبارة قوله: "نؤكد لهم أن لا بديل عن سعد الحريري في رئاسة الحكومة إلا سعد الحريري، لأن المعادلة التي فرضوها عند انتخاب رئيس المجلس النيابي هي ذاتها التي تطبق على رئيس الحكومة، وأي مساس بهذه المعادلة أو فرض تغييرها ستؤدي إلى مشكلة كبيرة لن يكونوا قادرين على تحمل تبعاتها."
وختم: "إننا نؤكد أن المساس بالمسلمات الوطنية هو من المحرمات، وأي تجاوز لواقع التمثيل السياسي والنيابي للرئيس سعد الحريري هو من المحرمات التي تستدعي منا مواجهته، وفي مطلق الأحوال سيرتد السحر على الساحر وسيتم إحباط الانقلاب وستسقط المؤامرة الجديدة ويسقط معها المتآمرون هذه المرة."
ويشير كبارة هنا إلى التوافق على انتخاب رئيس البرلمان الحالي، نبيه بري، ليتولى منصبه بعد الانتخابات الأخيرة باعتبار أنه الأكثر تمثيلاً للطائفة الشيعية، رغم أنه من قوى الأقلية.
بالمقابل، حرصت قيادات المعارضة على الإشارة إلى رفضها تشكيل حكومة جديدة تشبه من حيث الدور والشكل الحكومة الحالية، وألمحت بعض الشخصيات المعارضة إلى احتمال طرحها لشخصيات أخرى.
وقال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" التابعة لحزب الله، النائب محمد رعد، إن المعارضة "ستسمي شخصية لها سيرة مقاومة وطنية" لترأس الحكومة الجديدة.
واعتبر رعد أن المعارضة تتشاور مع كل الأفرقاء وهي تأمل بأن تصل إلى الحلول التي تحصّن لبنان من التدخلات الأجنبية التي "تريد أن تسييس كل شيء لمصلحة إسرائيل" وفق تعبيره.