الجزائر (CNN) -- في ظل تكتم السلطات الجزائرية وتحفظها عن إبداء رأيها فيما أفرزت عنه الاحتجاجات في تونس وتنحي الرئيس، زين العابدين بن علي عن منصبه في الرئاسة، سارعت بعض الأحزاب السياسية في الجزائر لمباركة الانتفاضة التونسية، ونجاحها في طي صفحة "الظلم" الذي عاشه الشعب التونسي إبان الحكم السابق.
وقد راحت حركة النهضة المعروفة بتوجهها الإسلامي إلى مباركة انتفاضة الشعب التونسي، وحذرت في نفس الوقت باقي الأنظمة العربية، وطالبتها بضرورة استخلاص الدرس قبل أن تنتفض الشعوب عليها.
وأكدت حركة النهضة، على لسان أمينها العام، فاتح ربيعي، لـCNN بالعربية، أنها تابعت باهتمام بالغ الأحداث بتونس و تطوراتها، وقال ربيعي: "إننا إذ نهنئ الشعب التونسي الشقيق و نبارك له نجاحه في إزاحة نظام مستبد، فإننا تتمنى له الاستقرار وأن يقطف ثمار تضحياته في تحقيق تعددية سياسية حقيقية، من خلال انتخابات حرة و نزيهة، تنبثق عنها مؤسسات تعبر عن إرادة الشعب التونسي و تطلعاته."
كما وجه الدكتور فاتح ربيعي نداء إلى الأنظمة العربية قائلا: "يجب على كل الأنظمة العربية استخلاص الدرس مما وقع في تونس، و المسارعة لتحقيق إصلاح هادئ، قبل أن تنتفض الشعوب و ترد بقوة وعنف عن الأوضاع التي تعيشها."
أما جبهة القوى الاشتراكية، المعروفة بمعارضتها للسلطة الحاكمة في الجزائر، فقال الناطق الرسمي باسمها، كريم طابو لـCNN بالعربية، إن جميع الجزائريين "يأملون في انتهاج التجربة التونسية" على حد تعبيره.
وأضاف: "فوز الشعب التونسي هو فوز لكل النساء والرجال المحبين للعدالة، الحرية والديمقراطية في المغرب العربي."
كما أكد المتحدث بقوله: "قوى التغيير ستجد كل الإمكانيات اللازمة لإتمام المسار الديمقراطي بتونس، وبالنسبة لجبهة القوى الاشتراكية، فكل شعوب المغرب العربي ترغب في التغيير بدولها. و بالجزائر، تم التعبير عن هذه الرغبة مباشرة بعد الاستقلال."
وتابع طابو قائلاً: "اليوم كل الجزائريات والجزائريين يدركون بأنه من الصعب مواجهة النظام العنيف بطريقة سليمة، و يظهرون في نفس الوقت عزمهم على مواصلة نضالهم حتى الإطاحة بهذا النظام".
أما عن ردة فعل الشارع الجزائري لما عاشته تونس في الأيام الماضية، فقد رصدت CNN رأي بعض المواطنين في شوارع العاصمة الجزائر، وقد اتفق كل من تحدث إلينا على إبداء تضامنهم ووقوفهم إلى جانب الشعب التونسي.
وقالت سيدة في العقد الثالث من عمرها، وطلبت عدم ذكر اسمها: "خروج الشعب التونسي إلى الشوارع ومنذ نهاية ديسمبر/كانون الأول لدليل على أن الشعب قد قرر ألا يسكت عن حقه ومواصلته التظاهر والوقوف في وجه النظام الحاكم، ودليل على الإرادة الصلبة والشجاعة في إحداث تغيير على مستوى أعلى هرم السلطة."
وأضافت: "بالمناسبة أنا شخصيا أهنئ الأشقاء في تونس على التغيير الذي حدث، وأدعو لهم بالنصرة في الخروج إلى فضاء ديمقراطي، كما عليهم أن يستفيدوا من تجربة الجزائر سواء بعد الاستقلال في سنة 1962 أو بعد التعددية الحزبية التي تمخض عنها احتجاجات 5 أكتوبر 1988."
يشار إلى أن الجزائر كانت قد شهدت - بالتزامن مع اضطرابات تونس - أعمال عنف وشغب في مناطق شعبية، وذلك احتجاجاً على البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة وأزمة المساكن، ولكن السلطات تمكنت من احتواء الموقف بقرارات خفّضت عبرها أسعار المواد الغذائية.