أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- حذر الزعيم الليبي، معمر القذافي، في كلمة، السبت، من أن تونس تتجه إلى المزيد من العنف والفوضي نتيجة التعجل في التخلص من الرئيس السابق، زين العابدين بن علي، الذي فر إلى السعودية تحت ضغوط شعبية واحتجاجات عنيفة، في الوقت الذي طالبت فيه الحكومة الفرنسية أفراد من عائلته مغادرة أراضيها.
وأعرب الزعيم الليبي عن حزنه للأحداث تونس قائلاً في كلمة نشرتها وكالة الأنباء الرسمية: "أنا معكم ، ومتألم جدا.. وإن شاء الله تعودون لرشدكم ، وتضمدون جراحكم ."
وأكد أن بن علي لا يزال الرئيس الشرعي للبلاد، وفقاً للدستور محملاً تبعة الاضطرابات الشعبية التي تشهدها تونس منذ عدة أسابيع إلى "عصابات إجرامية"، مضيفاً: " لا يوجد أحسن من "الزين" أبدا في هذه الفترة ، بل أتمناه ليس إلى الـ 14 ، بل أن يبقى إلى مدى الحياة."
وانتقد بشدة أعمال العنف والقتل والتخريب محذراً من أن الوضع في تونس متجه إلى فوضى لا تعرف نهايتها بعد أن كانت البلد تنعم بالهدوء والاطمئنان والاستقرار.
وتزامنت كلمة القذافي مع تأدية مجلس النواب في تونس، فؤاد المبزع، اليمين الدستورية رئيساً "مؤقتاً" للجمهورية، خلفاً للرئيس "الفار"، زين العابدين بن علي، بعد قليل من إعلان المجلس الدستوري "شغور" منصب رئيس الجمهورية "بشكل نهائي"، بعد مغادرة بن علي البلاد متوجهاً إلى "جهة غير معلومة".
وكان الوزير الأول ورئيس الحكومة التونسي، محمد الغنوشي، قد أعلن في أعقاب مغادرة بن علي البلاد، في وقت متأخر من مساء الجمعة، توليه مهام رئيس الجمهورية نظراً لغياب الرئيس "بشكل مؤقت."
هذا وقد أشاد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في بيان، الجمعة، بشجاعة وكرامة الشعب التونسي مطالباً بإجراء انتخابات حرة تمثل إرادة الشعب وطموحاته.
ورغم عدم استقرار الوضع السياسي تماماً إلا أن قوات الجيش نجحت في فرض سيطرتها والتواجد بكثافة في شوارع المدن.
ونقل التلفزيون الرسمي أنه من المقرر إجراء انتخابات رئاسية في غضون 60 يوماً، وذكر قيادي تونسي معارض لـCNN إن قيادات المعارضة ستلتقي مع المبزغ لتشكيل حكومة وحدة.
ورغم هدوء الاحتجاجات الشعبية وتراجع الانفلات الأمني، إلا أن مقاطع فيديو نشرت في الإنترنت أظهرت حريق في محطة القطارات الرئيسية في تونس، كما أشارت تقارير إلى أعمال سلب ونهب في بعض أنحاء البلاد.
وعلى صعيد مواز، قال فرانسوا باريو، ناطق باسم الحكومة الفرنسية، السبت، إن السلطات طالبت بعض أقارب الرئيس المخلوع بعدم البقاء ومغادرة أراضيها، بعدما أكدت باريس دعمها للشعب التونسي، ودعت إلى إجراء انتخابات حرة بأسرع ما يمكن.
ويذكر أن فرنسا كانت ضمن عدة وجهات رجح لجوء الرئيس التونسي السابق إليها بعد مغادرته تونس، وحتى أعلنت الحكومة السعودية استقباله.