القاهرة، مصر (CNN) -- قضت محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ بمحافظة قنا الأحد وبالإجماع إحالة أوراق محمد أحمد حسين، المعروف باسم "حمام الكموني،" إلى المفتي لاستطلاع الرأي الشرعي لإنزال عقوبة الإعدام بحقه، وذلك بعد إدانته بقضية ما يعرف بـ"أحداث نجع حمادي" التي قام خلالها بقتل سبعة أشخاص وجرح تسعة، كلهم من الأقباط.
وقال ثروت بسيلي، وكيل المجلس الملي للاقباط الأرثوذكس: "الحكم أدى إلى حالة من الارتياح بين أقباط مصر بصفة خاصة والمصرييون جميعا بصفة عامة، رغم عدم صدور قرار نهائى ووجود مراحل أخرى من التقاضي، خاصة وأن المتهم كان يتم تأجيره لقتل أبرياء."
وأكد بسيلي، فى تصريح لـCNN بالعربية، إن الحكم "يؤدي إلى تهدئة لمشاعر الغضب الموجودة لدى أقباط مصر، خاصة بعد أحداث كنيسة القديسين بمدينة الإسكندرية، مشددا على أن الاقباط لا يطالبون بأى شيء استثنائي سوى القصاص العادل، خاصة وأن الاحداث تكررت ضد الاقباط."
هذا وكثفت قوات الأمن تواجدها في مدينة نجع حمادي بقنا فور النطق بالحكم، وتم إغلاق الشوارع الرئيسية فى البلدة.
وحددت المحكمة جلسة في 20 فبراير/شباط المقبل للنطق بالحكم في القضية التي أثارت الكثير من الجدل لوقوعها في ليلة عيد الميلاد عام 2010 وفق التقويم القبطي، الذي يصادف السادس من يناير/كانون الأول الماضي، كما قررت تأجيل الحكم على المتهمين الآخرين، قرشي أبوالحجاج وهنداوي السيد، إلى 20 يناير/كانون الثاني الجاري، لحين تلقي رأي المفتي، والحكم على الاثنين بأحكام تقل عن الإعدام.
وشملت قائمة التهم الموجهة للموقوفين استخدام القوة والعنف والترويع بغرض الإخلال بالأمن والنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، والقتل العمد باستخدام سلاح ناري.
وبحسب ما جاء في تحقيقات الشرطة، فقد "اعترف المتهمون الثلاثة بإطلاق الرصاص عشوائياً، في ثلاثة أماكن متفرقة ليلة عيد الميلاد، للانتقام لهتك عرض طفلة علي يد شاب من فرشوط، التي تبعد سبعة كيلومترات عن مسرح الجريمة، وأنهم التقوا على أحد المقاهي بنجع حمادي واتفقوا علي تنفيذ الجريمة، وقد أرشدوا عن البندقية الآلية التي استخدمت في الحادث، وتم ضبط 21 طلقة ذخيرة حية."
وشهدت قريتا "بهجورة" و"عزبة تركس"، التابعتان لمركز نجع حمادي، أحداث شغب بين عدد من المسلمين والمسيحيين بعد الحادث، مما تسبب، بحسب المصادر الرسمية، في تحطم 12 محلاً تجارياً، واحتراق سبعة منازل.
وكانت الكثير من الشخصيات القبطية قد انتقدت ما وصفته بـ"التآخر" في محاكمة المتهمين في القضية، وخاصة بعد أن شهدت احتفالات رأس السنة في مصر هذا العام هجوماً دموياً ثانياً، بعدما انفجرت سيارة مفخخة خارج كنيسة في الإسكندرية، ما أدى لمقتل 21 شخصاً.