تونس (CNN)-- اندلعت معارك عنيفة بالعاصمة التونسية مساء الأحد، بين قوات الجيش وعناصر بالحرس الرئاسي الخاص بالرئيس "الفار"، زين العابدين بن علي، كما وقعت اشتباكات مع مسلحين، وصفوا بأنهم من عناصر العصابات المسلحة، التي تقوم بأعمال سلب ونهب في المدن التونسية.
تزامنت تلك الاشتباكات، التي لم تتوافر على الفور أية تفاصيل عن نتائجها، مع استمرار مشاورات تشكيل حكومة "وحدة وطنية"، من المتوقع أن يتم الإعلان عنها في وقت لاحق الاثنين، فيما قالت مصادر بالمعارضة إنها توصلت إلى اتفاق مع الوزير الأول، محمد الغنوشي، للمشاركة في الحكومة.
وقال مصطفى بن جعفر، احد زعماء المعارضة في تونس، لـCNN الأحد، إن المعارضة تريد أن يكون لها دور كبير وفعال في الحكومة الجديدة، والتي من المتوقع أن يتم الإعلان عنها في وقت لاحق الأحد أو غداً الاثنين، وشدد على أن المعارضة "لن تكون بمثابة غطاء للحزب الحاكم."
وتابع السياسي التونسي قائلاً: "أهم سيء بالنسبة لي هو أن نضع، خلال هذه الفترة، القواعد الأساسية لبناء ديمقراطي في تونس، بحيث تتوافر أمام جميع المواطنين فرصة المشاركة، وبحيث يمكننا بناء دولة مدنية، وقد ما قضيت 40 عاماً من عمري أعمل من أجله."
وفيما كان الوزير الأول يلتقي قادة المعارضة في العاصمة التونسية، شنت قوات الشرطة المزيد من الحملات الأمنية، التي استهدفت اعتقال العديد من الأشخاص الذي قاموا بعمليات نهب وسلب خلال فترة الاضطرابات، بالإضافة إلى أشخاص من أقارب الرئيس "الفار" زين العابدين بن علي، وبعض أركان نظامه.
وذكر التلفزيون الرسمي الأحد، أن عماد الطرابلسي، صهر الرئيس "المخلوع"، تم اعتقاله مع نحو 23 آخرين من أقارب بن علي، بالإضافة إلى اعتقال رئيس جهاز الأمن الرئاسي، ومجموعة من مساعديه، حيث بدأت السلطات تحقيقات موسعة معهم بتهم "الفساد"، و"التآمر" على أمن الدولة.
ورغم عدم استقرار الوضع السياسي تماماً إلا أن قوات الجيش نجحت في فرض سيطرتها والتواجد بكثافة في شوارع المدن الرئيسية، في أعقاب الاضطرابات التي استمرت قرابة الشهر، وتمخض عنها "هروب" الرئيس بن علي سراً إلى المملكة العربية السعودية الجمعة، بعدما حكم البلاد لنحو 23 عاماً.
وكان التلفزيون الرسمي قد ذكر في وقت سابق أنه من المقرر إجراء انتخابات رئاسية في غضون 60 يوماً، فيما ذكر قيادي تونسي معارض لـCNN إن قيادات المعارضة ستلتقي مع الرئيس "المؤقت"، فؤاد المبزغ، لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وأدى المبزغ، رئيس مجلس النواب، في وقت سابق السبت، اليمين الدستورية رئيساً "مؤقتاً" للجمهورية التونسية، بعد قليل من إعلان المجلس الدستوري "شغور" منصب رئيس الجمهورية "بشكل نهائي"، بعد مغادرة بن علي البلاد بشكل سري، وبعد إعلان حالة الطوارئ في البلاد.
ورغم هدوء الاحتجاجات الشعبية وتراجع الانفلات الأمني، إلا أن مقاطع فيديو نشرت في الإنترنت أظهرت حريق في محطة القطارات الرئيسية في تونس العاصمة، كما أشارت تقارير إلى أعمال سلب ونهب في بعض أنحاء البلاد.