أريحا، الضفة الغربية (CNN) -- غادر الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف، الأراضي الفلسطينية مساء الثلاثاء، بعد زيارة وصفتها الأوساط الفلسطينية بأنها "تاريخية" باعتبارها أول رحلة لرئيس دولة عظمى يزور رام الله دون زيارة إسرائيل، ودعا رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، اللجنة الرباعية الدولية لإلزام إسرائيل بضرورة العودة إلى السلام.
وقال عباس، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي الذي وصل لافتتاح متحف روسي في الأراضي الفلسطينية: "هناك خياران إما المفاوضات والسلام وإما العنف والإرهاب ونحن لن نختار العنف والإرهاب، ولذلك نحن نقول للإسرائيليين عليهم أن يختاروا طريق السلام لمصلحتهم ومصلحة أجيالهم، وأن يتوقفوا عن الاستيطان."
وأضاف عباس: 'المواقف الروسية قديما وحديثا ثابتة مع الحق والعدل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها وهذه المواقف ليست شعارات وإنما هي مواقف مشفوعة بدعم سياسي عالمي اقتصادي ومالي وثقافي وتعليمي، حيث إن روسيا لها بصمات واضحة لدى الشعب الفلسطيني وعند إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة."
من جانبه، قال مدفيديف إن المحادثات مع عباس "جرت في جو من الصراحة وبصورة بناءة وهي مميزة في العلاقات بين الشعبين،" وأشار مدفيديف إلى أنه بحث مع عباس معالم استئناف المفاوضات مع الإسرائيليين وهي إظهار أقصى حدود ضبط النفس والالتزام بالمحددات، وقبل ذلك تجميد كافة الأعمال الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية."
وشدد مدفيديف على أن المواقف الروسية من القضية الفلسطينية لم تتغير، وقال: "روسيا قامت بخيارها في هذا الموضوع أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، ونحن ندعم دعما كاملا حق الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة الموحدة القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية."
كذلك وصف كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، زيارة ميدفيديف، بأنها "زيارة تاريخية"، مضيفاً أن الرسالة التي توجهها هذه الزيارة إلى العالم هي أن "الفلسطينيين مستعدون لإقامة الدولة والاستقلال."
وقد وقع ميدفيديف وعباس على اتفاقيات في مجالات الزراعة والرياضة والاتصالات، كما افتتحا "متحف الفن الروسي الحديث" في مدينة أريحا.
وقال عريقات لـCNN بشأن ذلك: "إنها إضافة جميلة" للمدينة.
ويرى عريقات أن هذه الزيارة تعتبر خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقلال الفلسطيني، مضيفاً أن "رسالتنا للعالم هي انظروا إلينا.. نحن مستعدون لإقامة الدولة.. ونحن مستعدون للاستقلال.. ومستعدون للحرية."
يشار إلى أن روسيا تعد واحدة من أوائل الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية وتقيم معها علاقات دبلوماسية كاملة.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، قبيل استقباله مدفيديف في أريحا، قال عباس: "تعتبر هذه الزيارة من قبل رئيس جمهورية روسيا الاتحادية إلى فلسطين تاريخية بكل المقاييس، وهي بمثابة تاج تتوج به رؤوس أبناء الشعب الفلسطيني."
وأضاف قائلاً: "نشعر بالفخر والامتنان الكبيرين لفخامة الرئيس الروسي، كون هذه الزيارة تعبيرا عن الصداقة الفلسطينية الروسية، وتأكيدا على عمق العلاقات التي تربط بين شعبنا الفلسطيني والشعب الروسي."
وإلى جانب الأراضي الفلسطينية، يزور الرئيس الروسي في هذه الجولة الأردن.وكانت زيارته ستشمل إسرائيل أيضاً قبل إلغائها بسبب إضراب الموظفين في وزارة الخارجية الإسرائيلية.