CNN CNN

غموض يحيط اعتقال قيادي إسلامي أردني بالسعودية

متابعة: هديل غبّون
السبت، 19 شباط/فبراير 2011، آخر تحديث 14:00 (GMT+0400)
منصور أكد متابعة جبهة العمل للقضية
منصور أكد متابعة جبهة العمل للقضية

عمّان، الأردن (CNN) -- رغم مرور مايزيد عن شهر على اعتقال القيادي الإسلامي الأردني، المهندس خالد حسنين، في الأراضي السعودية، ما تزال ملابسات حادثة احتجازه في مطار جدة في السابع والعشرين من شهر ديسمبر/كانون الأول 2010، يكتنفها الغموض ودون رصد أية ردود فعل رسمية أردنية أو سعودية حيال القضية.

ووسط حالة من القلق والحيرة تعيشها عائلة حسنين منذ ذلك الوقت، لم تفلح أي من جهود عائلته و الاتصالات المكثفة والمخاطبات التي أجرتها قيادة حزب جبهة العمل الإسلامي ( الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن) مع الجهات المعنية، سوى بتسريب أنباء ضئيلة عن احتجازه في جهة غير معلومة  في جدة، ما دفع عائلته للإعلان عن مؤتمر صحفي لنقل قضيته إلى الإعلام.

وتروي زوجة حسنين، أميمة الأخرس، في لقاء مع CNN بالعربية تفاصيل اختفائه بالقول إن حسنين عاد إلى السعودية بعد إجازة قصيرة جاء بها إلى عمان للاطمئنان عليها إثر عارض صحي ألم بها، موضحة أنه مقيم هناك منذ شهر يوليو/تموز 2010، لتعاقده مع إحدى المؤسسات التعليمية في السعودية مديرا تنفيذيا لإنجاز مشروع خاص للتعليم عن بعد.

وكان حسنين قد غادر مطار الملكة علياء الدولي ظهر الاثنين متوجها إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة بالمملكة العربية السعودية برفقة زملائه الذين يعملون في مشروع تأسيس جامعة عربية مفتوحة.

وطالب حزب جبهة العمل في بيان صحافي في وقت سابق السلطات السعودية بالإفراج عنه أو التبليغ عن أي معلومات تطمينية عنه، فيما تعقد عائلته صباح الأحد مؤتمرا صحافيا لإثارة القضية إعلاميا في مجمع النقابات المهنية الأردنية في العاصمة .

وأكد أمين عام الحزب القيادي حمزة منصور لـCNN بالعربية بالقول إن الحزب توجه بمخاطبتين إلى كل من وزارة الخارجية ورئاسة الوزراء حول قضية احتجاز حسنين، لكن لم يصل إلى الحزب أي رد أو أية تطمينات حول ظروف اعتقاله أو أسبابها.

وبين منصور أن الحزب بصدد مواصلة جهوده الدبلوماسية للمطالبة بالإفراج عنه، فيما حمل السلطات الأردنية مسؤولية اختفائه وأن ذلك التقصير "ليس جديدا فيما يتعلق بملف المعتقلين والأسرى الأردنيين في عدد من الدول."

وحول نشاطات حسنين السياسية واحتمالات اعتقاله على خلفيات سياسية أو أمنية، أكد منصور حسن سيرة حسنين واصفا إياه بالقول: "القيادي حسنين كتاب مفتوح.. وهو مثال للأخلاق العالية والاعتدال في المواقف."

واستبعدت الأخرس التي ترأس القطاع النسائي في الحزب، اعتقال زوجها  على خلفية سياسية أو أمنية، مشيرة إلى أنها تجهل تماما الأسباب التي يمكن أن تكون أدت إلى احتجازه، وتابعت بالقول: "تركز حسنين على العمل الأكاديمي ولم يسبق له أن اعتقل... وأدعو السلطات السعودية للإفراج عنه أو إعلامنا بأية معلومات تتعلق به ."

من جهته، أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الأردنية طلب عدم الكشف عن اسمه لـCNN بالعربية في اتصال هاتفي، عدم ورود أية أنباء عن حسنين حتى الساعة، رغم توجيه الخارجية لجملة من المخاطبات الرسمية مع السلطات السعودية داخل الأردن وخارجه، وقال المصدر إن "الوزارة لم توفر جهدا في توجيه المخاطبات وأن الاتصالات ما تزال مستمرة مع كافة الأطراف."
 
كما لم ترد أية ردود للمركز الوطني لحقوق الإنسان حول القضية بحسب مصادر فيه، أشارت أيضا إلى أن قضية حسنين هي الأولى من نوعها فيما وردت شكاوى سابقة حول احتجاز أردنيين في السعودية على خلفية قضايا أخرى كحيازة المخدرات.

ووجهت لجنة العائلة بحسب رئيسها الدكتور حسن حسنين في التاسع من ديسمبر/كانون ثاني الجاري، مخاطبات إلى كل من رئاسة الوزراء الأردنية ووزارة الخارجية، إضافة إلى شكوى إلى المركز الوطني لحقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر والسفارة السعودية في عمان، حصلت CNN على نسخ منها.

وحمل الدكتور حسنين في تصريحات لـCNN بالعربية، مسؤولية عدم ورود أية معلومات عن المهندس المحتجز للسلطات الأردنية رغم الاتصالات التي أجريت، مشيرا إلى أن أنه تلقى وعدا من وزارة الخارجية بمتابعة الأمر.

وحول مدى دقة المعلومات المتعلقة بمكان تواجد القيادي في قسم مخابرات جدة، أشار الدكتور حسنين إلى ان تلك المعلومات غير مؤكدة، وأن ما هو معلوم فقط أنه اقتيد إلى مكان غير معلوم بحسب زملاء له وبحسب ما تم إبلاغ شقيق له مقيم في السعودية.

وأشار حسنين إلى أن اتصالا هاتفيا تلقاه الأسبوع الماضي من أحد المسؤولين في  مجلس الوزراء السعودي يبلغه بمتابعة قضية القيادي.

وتولى حسنين مواقع قيادية بارزة في الحركة الإسلامية، من بينها أمين سر الجماعة وعضوية المكتب التنفيذي للحزب، فيما عمل لمدة عامين في السودان في إطار تأسيس جامعة للتعليم عن بعد إضافة إلى عمله مستشارا لرئيس جامعة السودان المفتوحة بحسب الأخرس.

وتشعر الأخرس الأم لثلاثة أولاد وبنت أكبرهم أحمد 15 عاما، بالقلق حول مصير زوجها، في الوقت الذي يعتبر المعيل الوحيد للعائلة ، محاولة طمأنة  أطفالها بعودة والدهم دوما ، الذي كثر ترحاله بين بلد وآخر لتأمين مستقل آمن لهم،" بحسبها.

أما رئيس لجنة الحريات النقابية في نقابة المهندسين الأردنيين المهندس ذيب غنما، فأكد متابعة نقابة المهندسين لقضية حسنين التي لم يصل حولها أية ردود، مشيرا إلى أن مرور شهر على احتجازه باتت مثيرة للقلق "وأنها أول قضية تتعلق باحتجاز مهندس في المملكة السعودية التي تربطنا علاقات جيدة بها،" بحسب قوله.

وكان لحسنين بعض المقالات السياسية المنشورة على موقع مدونته الخاصة، تتعلق بجملة من القضايا الداخلية والخارجية، كان آخرها مقالة حول مباراة منتخبي الفيصلي والوحدات وأحداث العنف التي رافقتها نشرت بداية كانون أول 2010.