القاهرة، مصر (CNN) -- تواصلت بيانات التنديد المصرية والعالمية بحادث تفجير كنيسة القديسين ليلة رأس السنة بالإسكندرية، حيث اعتبر الداعية الإسلامي، يوسف القرضاوي، أن الإسلام "يبرأ" من منفذي الهجوم، كما رأى مفتي السعودية، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، أن ما يجري من تدبير "أعداء الإسلام،" في حين ارتفعت حصيلة الهجوم الثلاثاء إلى 23 قتيلاً، بموازاة انتقاد بابا الأقباط لأعمال الشغب.
واعتبر آل الشيخ أن ما يجري "محاولة لاستعداء غير المسلمين على المسلمين،" ورأى أن الهدف هو "إضعاف شأن الأمة المسلمة وإحداث الفوضى بين صفوفها وتدمير كيانها وتسلق الأعداء عليها."
وتوجه آل الشيخ بالتحديد إلى ما يجري في مصر، فقال إن الهجوم على الكنيسة "لا يخدم الإسلام وليس له صلة به، وإنما يبرز أن غير المسلمين مهضومين وأن المسلمين ذوو ظلم وعدوان إلى غير ذلك."
من جانبه، رأى رجل الدين المصري الأصل، يوسف القرضاوي، أن من ارتكب هذا الهجوم "لا يمكن وصفهم إلا بوصف واحد هو أنهم مجرمون سفاكون للدماء يبرأ الإسلام منهم ومن جريمتهم، فالإسلام يحترم النفس البشرية ولا يجيز قتلها إلا بالحق الذي يقضى به القضاء العادل القائم على البينة، أما قتل الناس جزافا وخصوصا إذا كانوا في مكان مثل دار عبادة يحتفلون فيه بذكرى دينية فتكون الجريمة أكبر وأفحش".
وعرض موقع القرضاوي أبحاثاً فقهية حول نظرية "أهل الذمة،" شددت على تحريم استهداف غير المسلمين داخل الدول الإسلامية، كما عددت الحريات التي يجب أن يتمتعوا بها، وعلى رأسها حرية ممارسة معتقداتهم.
أما البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الأقباط إلي الهدوء، مؤكدا أنه السبيل إلى حل جميع المشكلات، وقال البابا، في مستهل لقاء خاص أذاعه التليفزيون المصري، أن المظاهرات التي اجتاحت القاهرة وشهدت خروجا عن النص "ليست من الأقباط إطلاقا،, فهناك الكثيرون من الذين ركبوا الموجة وهم بعيدون كل البعد عن المشكلة واشتركوا في الهتافات المسيحية وكان أسلوبهم بعيدا تماما عن القيم."
واتهم البابا شنودة الثالث من وصفهم بـ"المندسين" بإطلاق هتافات وتجاوزات خلال تلك المسيرات، وأكد أن أبناء مصر، من الأقباط والمسلمين "يكوّنون نسيجا وطنيا واحدا."
أما رجل الأعمال المصري القبطي، نجيب ساويرس، فقد أعلن عن رصد مبلغ مليون جنيه لمن يدلي بأي معلومات تساعد أجهزة الأمن للتوصل إلي مرتكبي الهجوم، وأشار إلى أن المبلغ سيذهب لأسر ضحايا الحادث، في حال عدم وجود من يدلي بمعلومات في هذا الشأن.
وقال ساويرس إن هذه الأزمة "أثبتت تكاتف المصريين جميعا، والذين يعيشون تحت سقف وطن واحد، لا فرق بين مسلم ومسيحي،" مطالبا الأقباط بـ"التحلي بالحكمة، لأن الهدف من الجريمة توجيه غضبهم ضد أجهزة الأمن."
ميدانياً، صرحت النيابة العامة المصرية الثلاثاء بدفن جثة صبري فوزي ويصا، والذي لفظ أنفاسه الأخيرة في ساعات الصباح متأثرا بجروحه جراء إصابته في الهجوم، ليرتفع بذلك عدد الضحايا إلى 23 قتيلاً.
ومن ناحية أخرى، واصلت النيابة الاستماع إلى أقوال عدد من المصابين الذين تحسنت حالتهم الصحية، حيث أوضحوا أمام النيابة مشاهدتهم لحادث الانفجار وما خلفه من أثار قتل وإصابات، وما لحق بهم من أضرار وإصابات جراء الحادث.
وكانت النيابة العامة قد استمعت الاثنين لأقوال أفراد الحراسة الذين كانوا عند مداخل الكنيسة، وأكد أحد المجندين الذين كانوا يتولون حراسة الكنيسة أنه "فوجئ بالانفجار ولم يشتبه في أحد ممن كانوا متواجدين."
وقال المجند في أقواله إن معظم السيارات التي كانت متوقفة بالشارع الذي تقع فيه الكنيسة تركها أصحابها أمام المسجد المواجه للكنيسة وبمحاذاة الرصيف وأن بعضهم دخل الكنيسة لحضور القداس.