واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- أكد طومي فيتور، الناطق باسم البيت الأبيض، أن الإدارة الأمريكية قد تسلمت رسالة رسمية من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تطلب الإفراج عن جوناثان بولارد، المسجون في الولايات المتحدة منذ ربع قرن بتهمة التجسس لصالح إسرائيل.
وذكر فيتور أن إدارة الرئيس باراك أوباما "ستنظر بالطلب،" دون تقديم المزيد من المعلومات، في حين عرض نتنياهو نص الكلمة أمام الكنيست الإسرائيلي، ليتضح أنه أقر فيها بمسؤولية إسرائيل عن التجسس، وتعهد بعدم العودة لهذا الأسلوب مرة ثانية.
وجاء في الرسالة "لقد مر وقت طويل منذ أن ارتكب بولارد فعلته وقد حان الوقت لإطلاق سراحه بعد أن تمت معاقبته بما فيه الكفاية.. إسرائيل ستحافظ على تعهدها بعدم تكرار هذه التصرفات الخاطئة.
وكان مكتب نتنياهو قد أعلن في ديسمبر/كانون الأول الماضي عن نية الأخير التوجه إلى الرئيس الأمريكي "رسمياً وشعبياً" ليعمل على الإفراج عنه، وأضافت مصادر دبلوماسية أن المسؤولين الإسرائيليين كانوا قد اتصلوا بنظرائهم في الإدارة الأمريكية خلال الأشهر الماضية لمناقشة القضية.
ونقل بيان مكتب نتنياهو عنه قوله: "أعتزم مواصلة العمل بإصرار لإطلاق سراح بولارد للحفاظ على كرامة إسرائيل من جهة، ولمنحه فرصة العودة والعيش مع عائلته واسترداد صحته بعد اعتقاله الطويل."
وكان بولارد قد حاول قبل اعتقاله عام 1986 طلب اللجوء إلى السفارة الإسرائيلية في واشنطن، غير أنه فشل في ذلك، لتعتقله الشرطة بتهمة التجسس لصالح تل أبيب، قبل أن يصدر بحقه حكم بالسجن لمدى الحياة.
وكانت الإدارات الأمريكية المتعاقبة قد رفضت الإفراج عن بولارد، رغم المناشدات الإسرائيلية المتكررة، والتي تدخل فيها وزراء ونواب ورؤساء حكومات.
وتقول تل أبيب إنها اعتذرت رسمياً للحكومة الأمريكية عن تصرفات بولارد، وتعهدت لديها بوقف كافة النشاطات الاستخبارية على الأرض الأمريكية منذ ذلك الحين.
وكان بولارد يعمل محللا مدنياً لدى وكالات الاستخبارات الأمريكية، وتعتقد واشنطن أنه قام بتمرير معلومات "حساسة" إلى إسرائيل لقاء مبالغ مالية وهدايا ثمينة.
ورغم أن إسرائيل نفت طويلاً تورطها في العملية، إلا أنها عادت وأقرت بذلك في السنوات الأخيرة، ومنحت بولارد جنسيتها، كما زاره رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في سجنه قبل أعوام.