دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أكد مسؤول سوداني رفيع الجمعة، أن حكومة الخرطوم انتهت من وضع كافة الترتيبات الخاصة بالانفصال "المحتمل" لجنوب السودان، في ضوء النتائج التي سيسفر عنها استفتاء "تقرير المصير"، الذي سيجري في مختلف الولايات الجنوبية هذا الأسبوع.
وقال إبراهيم أحمد عمر، مستشار الرئيس السوداني عمر البشير، والقيادي بحزب "المؤتمر الوطني"، إنه إذا ما قرر الجنوبيون الانفصال، فلن تكون هناك "هزات تخرج الناس عن رشدهم، أو اضطرابات تضطر الناس لإجراءات عنيفة"، في ضوء الترتيبات التي وضعتها اللجان المختلفة للحزب.
وأوضح عمر، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية "سونا"، أن المؤتمر الوطني شكل لجان لدراسة الوضع الاقتصادي والأجهزة السياسية والعلاقات الدولية، لما بعد "الانفصال المحتمل"، وأضاف أن الحكومة القائمة حالياً "تضع في حساباتها كل الاحتمالات، لأنها مسؤولة عن صد أي مفسدة قد تحدث."
وتابع قائلاً: "إننا مطمئنون للاستقرار في السودان شمالاَ وجنوباً"، إلا أنه حذر مما وصفه بـ"تدخل عناصر من الجنوب أو مدسوسة في الشمال"، تسعى لإفساد الاستقرار، وقال إن الهدف من هذه الترتيبات هو أنه "إذا حصل انفصال، لا يحدث معه حرب ولا خصام، وإنما يكون هناك استقرار في الشمال والجنوب."
وقال مستشار الرئيس السوداني إنه لا يستبعد "تدخل الغرب والصهيونية، في إطار المحاولات المستمرة لتشويه صورة السودان الشمالي"، وقال إن "الغرب والصهيونية يحاولان الآن مواصلة ذات الدور، الذي مارساه في الانتخابات الماضية، في وصفها بعدم النزاهة، وعدم خلوها من التزوير، مع علمهم بنزاهتها"، بحسب قوله.
وتابع: "الغرب يتكلم الآن عن خوفه أن يكون بعد الاستفتاء هناك اضطراب وحروب في السودان، وهو يعرف جيداً إن كان هناك اضطراب أين سيكون، ومن سيقوم به، لأنه يغذي هذه الجماعات ويسلحها، ولكن يتكلم كأن الشمال على نفس المستوى سيكون فيه اضطراب، ومحاولة من قبل السلطات في الشمال أن تعمل مشاكل في الجنوب."
وشدد المسؤول السوداني، في ختام تصريحاته الجمعة، على قوله إن "الغرب يعلم أن الشمال والحكومة الاتحادية والمؤتمر الوطني، قرروا أنه إذا حدث انفصال، فإنهم سيسعون للسلام، بل لمساندة الدولة القادمة حتى تقف على أرجلها."
من ناحية أخرى، أعلنت مفوضية استفتاء جنوب السودان عن عقد مؤتمر صحفي في وقت لاحق السبت، حيث يستعرض رئيس المفوضة، محمد إبراهيم خليل، آخر الترتيبات الخاصة بالاستفتاء، الذي سيبدأ الأحد التاسع من يناير/ كانون الثاني الجاري، ويستمر لمدة أسبوع.
وقال الأمين العام للمفوضية، محمد عثمان النجومي، إن العدد الإجمالي للمسجلين الذين يحق لهم التصويت من أبناء الجنوب، يبلغ ثلاثة ملايين و930 ألف و916 ناخباً، منهم ثلاثة ملايين و753 و815 سجلوا في ولايات الجنوب، وأقل من 120 ألف في الشمال، ونحو 60 ألف في ثمانية من "دول المهجر."
وأضاف المسؤول السوداني أنه يلزم مشاركة 60 في المائة من إجمالي الناخبين المسجلين في الاستفتاء كي يكون صحيحاً، مشيراً إلى أن نحو 52 في المائة ممن لهم حق التصويت في الاستفتاء، من النساء.
يُذكر أن استفتاء تقرير مصير جنوب السودان يجري بموجب اتفاق السلام تم التوصل إليه عام 2005، أنهى حرباً أهلية بين الشمال والجنوب استمرت 21 عاماً.