الخرطوم، السودان (CNN) -- تتسارع وتيرة التحضيرات للاستفتاء المصيري المقرر في التاسع من يناير/كانون الثاني بجنوب السودان، إذ وصلت طائرة بريطانية محملة بأوراق الاقتراع بعدما تأخرت بسبب الثلوج في لندن، في حين أصدرت لجنة من علماء الدين في الشمال فتوى شرعية قالت فيها إن الاستفتاء "لا يحمل قيمة شرعية."
ووصلت الطائرة البريطانية محملة بأكثر من عشرين طناً من أوراق الاقتراع، وخضعت لإشراف وتدقيق من قبل مسؤولين في الأمم المتحدة بمطار جوبا الجنوبي، قبل أن يصار إلى نقلها لأماكن تخزين آمنة.
وقد يؤدي الاستفتاء إلى انفصال الجنوب الذي تقطنه جماعات مسيحية وأخرى تعتنق ديانات أفريقية تقليدية عن الشمال المسلم.
وفي سياق متصل، أعلنت الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان بطلان مبدأ الاستفتاء، وقالت إنه "لا يحمل أي قيمة شرعية" وطالبت حكومة الخرطوم بتطبيق الشريعة الإسلامية "دون الأخذ بعين الاعتبار ما يقرره الجنوبيون."
وقالت الرابطة في بيان أصدرته الخميس، إن على الحكومة أن تعي وجود ما وصفته بـ"مخطط يهودي صليبي لتقسيم البلاد إلى خمس دويلات هزيلة بمساعدة المتحالفين من أذنابهم بالداخل،" وأضافت أن السلطات في الشمال غير ملزمة بتطبيق اتفاقية السلام وما تتضمنه من استفتاء لأنها "ليست قرآناً مُلزماً."
وأفتت الرابطة بحرمة التنازل أي عن جزء من أرض السودان التي هي "ملك للأمة الإسلامية،" وقالت إن المشاعدة على الانفصال "حرام شرعاً وذلك بتخلي المسلمين عن إخوتهم المسلمين بالجنوب."
من جانبه، دعا عبدالله تية القيادي بالحركة الشعبية التي تحكم جنوب السودان، ووزير الصحة الاتحادي المؤتمر الوطني (الحاكم في الشمال) والحركة الشعبية إلى تكثيف الجهود السياسية عبر الحوارات الجادة وحسم القضايا الخلافية بصورة عاجلة قبل انطلاقة الاستفتاء لتجنيب المواطن السوداني مخاطر الإنزلاق في حرب جديدة.
وأوضح تية في تصريح للمركز السوداني للخدامات الصحفية شبه الرسمي أنه "لابد لطرفي (اتفاقية) نيفاشا من تحكيم العقل وممارسة دبلوماسية نافذة وتقديم مزيد من التنازلات السياسية والاقتصادية في كافة المسائل الخلافية بلغة الحوار الوطني والجاد ومعالجة كافة المعوقات ذات الصلة بالمواطن الجنوبي" كالمواطنة والنفط والجنسية والإقامة.