دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تحولت عملية اغتيال القيادي اليمني الأصل والأمريكي الجنسية في تنظيم القاعدة، أنور العولقي، إلى مادة للسجال السياسي الداخلي، إذا ربطت تقارير حكومية بينه وبين أحد قيادات التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون،) الأمر الذي نفاه الأمين العام المساعد للتجمع، محمد السعدي، الذي قال لـCNN بالعربية إن النظام في صنعاء يحاول خلط الأوراق وعرض خدماته لواشنطن طمعاً بالبقاء في السلطة.
ونقل الموقع الرسمي لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن عمّن وصفه بـ"المصدر الأمني المسؤول" قوله إن العولقي قتل الجمعة "أثناء خروجه من منزل خميس عرفج، أحد قيادات التجمع اليمني للإصلاح في محافظة الجوف، والذي قدمه حزب الإصلاح كمرشح للانتخابات في عام 2003 عن دائرة حزم الجوف."
وأضاف المصدر بأن منزل خميس عرفج "كان وما يزال يستخدم كأحد المخابئ السرية لإيواء قيادات وعناصر تنظيم القاعدة وعقد اللقاءات السرية والتخطيط للعمليات الإرهابية بالإضافة إلى تخزين الأسلحة."
ويعتبر حزب التجمع اليمني للإصلاح أحد أكبر أحزاب المعارضة المتحالفة حالياً في إطار "اللقاء المشترك" ويعد الشيخ عبد المجيد الزنداني أحد أهم وجوهه القيادية، وكان الحزب يرتبط بعلاقات تحالف مع الرئيس علي عبدالله صالح، ولكن الخلاف بينهما اتسع بشكل مطرد مؤخراً، وصولاً إلى انضمام التجمع للحراك الشعبي المطالب بإسقاط النظام.
وقد رد الأمين العام المساعد للحزب، محمد السعدي، في اتصال مع CNN بالعربية، على هذه المعلومات بالقول: "أنا الأمين العام المساعد، وبصراحة فإنني لا أعرف من هو خميس عرفج ولم أسمع به من قبل."
وأضاف السعدي: "لم يعد لدى حزب المؤتمر، من رئيسه (الرئيس علي عبدالله صالح) وصولاً إلى الناطقين باسمه، من سلعة غير الكذب.. إنهم يواجهون ثورة شعبية عارمة ولكنهم يحاولون البحث عن متهمين وهذا ما لا يمكن أن نقبل به لأن التجمع اليمني للإصلاح حزب مدني له أدبياته المعروفة ولا علاقة له بالإرهاب على الإطلاق."
واعتبر السعدي أن هذه الرواية الرسمية لمقتل العولقي "لا تستحق الرد، وهي تأتي في وقت الخصومة السياسية وتهدف إلى خلط الأوراق على الساحة اليمنية."
وعن رؤيته حيال وقوع عملية اغتيال العولقي بعد أيام قليلة على عودة صالح من السعودية التي ظل يخضع فيها للعلاج طوال أشهر قال السعدي: "صالح يرغب بخلط الأوراق، وهو يريد أن يثبت للأمريكيين بأنه قادر على تقديم خدمات في مجال مكافحة الإرهاب، وهو يقدم كل ما يمكن من أجل البقاء في السلطة، ولكننا نعرف الموقف الأمريكي الذي لم يتبدل لجهة دعوة صالح إلى تسليم السلطة، ونشكرهم عليه."
وحول فرضية معرفة الأمن اليمني بمكان وجود العولقي قبل فترة من مقتله قال السعدي: "الأمريكيون أراحوا الجميع عبر الإعلان بأنهم هم من قتل العولقي بعد عملية رصد."
وكان مصدر حكومي أمريكي قد قال لـCNN إن طائرة أمريكية من دون طيار أطلقت صاروخاً على رتل للسيارات في محافظة الجوف باليمن، ما أدى إلى مقتل العولقي، والأمريكي من أصل باكستاني وخبير المعلومات، سمير خان، واثنين آخرين.