دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كشفت مصادر مصرية وإسرائيلية أن صفقة تبادل السجناء بين الجانبين، والتي تتضمن إطلاق سراح الإسرائيلي المتهم بـ"التجسس"، إيلان غرابل، مقابل 25 سجيناً مصرياً تحتجزهم إسرائيل، سيجري تنفيذها الخميس، عبر منفذ "طابا" الحدودي، على ساحل البحر الأحمر.
وأقر مجلس الوزراء المصغر في الحكومة الإسرائيلية مساء الثلاثاء، اتفاقاً على تبادل السجناء مع مصر، يتضمن الإفراج عن غرابل، البالغ من العمر 28 عاماً، والذي يحمل أيضاً الجنسية الأمريكية، والمحتجز في مصر منذ ما يقرب من ستة شهور.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن تنفيذ الصفقة سيجري على الأرجح الخميس، دون الإعلان عن مكان تنفيذها، بينما أشارت مصادر مصرية رسمية إلى استعدادات جارية في محافظة جنوب سيناء لتنفيذ الصفقة عبر منفذ رفح.
وذكر بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن 25 مصرياً، بينهم ثلاثة أطفال، سيتم الإفراج عنهم بموجب الصفقة، "من المدانين بارتكاب مخالفات جنائية"، بينما قالت القاهرة إن السجناء المصريين أدينوا بتهم سياسية.
وفيما جاءت موافقة المجلس المصغر لوزراء المجموعة الأمنية، على صفقة التبادل مع مصر بالإجماع، فقد وجه رئيس الحكومة الجهات المعنية بـ"العمل على إخلاء سبيل الإسرائيلي من أصل مصري، عودة ترابين، المحتجز في مصر منذ 11 عاماً، بعد إدانته بتهمة "التجسس."
وكان مسؤول استخباراتي مصري سابق قد أكد لـCNN بالعربية في وقت سابق الثلاثاء، أن القاهرة رفضت طلباً إسرائيلياً بضم عدد من المتهمين بالتجسس لصالح الدولة العبرية، إلى صفقة المبادلة، التي كان من المتوقع أن يجري تنفيذها عبر منفذ "رفح" البري، قبل نقل الموقع إلى منفذ "طابا."
وفي إطار استعدادات الجانب المصري لتنفيذ الصفقة الخميس، أكد مصدر أمني مسؤول بمحافظة "جنوب سيناء"، أنه تم تكثيف التواجد الأمني في منطقة طابا، إضافة إلى تكثيف الدوريات على الطريق الأوسط من نفق الشهيد أحمد حمدي حتى طابا، وكذلك على الطريق بين شرم الشيخ وطابا.
واعتقلت أجهزة الأمن المصرية غرابل في مايو/ أيار الماضي، ووجهت إليه اتهامات بـ"التجسس"، إضافة إلى "تحريض" المتظاهرين، خلال أحداث ثورة 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، على القيام بأعمال شغب تمس النظام العام، وتهدف إلى الوقيعة بين الجيش والشعب، ونشر الفوضى.
وتشير معلومات المخابرات المصرية، وفقاً لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، إلى أن غرابل كان أحد عناصر الجيش الإسرائيلي، وشارك في حرب لبنان عام 2006 وأصيب خلالها، بينما نفت إسرائيل أن يكون له أي صفة أمنية، ووصفته بأنه "طالب حقوق" بإحدى الجامعات الأمريكية.
كما أبلغت والدته شبكة CNN بأن ابنها سافر إلى القاهرة "في مهمة تطوعية"، كما ذكرت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، الأسبوع الماضي، أنها الحكومة ترى أنه "ليس هناك قاعدة قانونية لاتخاذ أي إجراء ضده."
يُذكر أن القاهرة لعبت قبل أيام دوراً كبيراً في عملية تبادل بين فصائل فلسطينية وإسرائيل، جرى بموجبها الإفراج عن الجندي غلعاد شاليط، مقابل أكثر من ألف سجين فلسطيني.