بون، ألمانيا (CNN) -- حذر الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، من خطر عودة حركة طالبا إلى تسلم زمام السلطة في أفغانستان، في حال حصول انتكاسة في الجهود الدولية السياسية والعسكرية في بلاده، في حين قالت وزيرة الخارجية الأمريكية إن العالم "سيخسر الكثير" إن عادت أفغانستان لتصبح مركزاً للإرهاب.
وقال كرزاي، في كلمة ألقاها بافتتاح مؤتمر دولي حول مستقبل أفغانستان بمدينة بون الألمانية: "إذا خسرنا هذه المعركة فهناك خطر من عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 11 سبتمبر/أيلول 2001،" في إشارة إلى تاريخ هجمات نيويورك وواشنطن التي كانت خلالها الحركة على رأس السلطة.
وأضاف كرزاي أن الجهود الدولية في أفغانستان حققت بعض التقدم بمواجهة القوى المتشددة منذ التدخل الدولي ضد طالبان، ولكنه حذر بالقول: "تحقيق هدفنا المشترك - المتمثل في الوصول إلى أفغانستان مستقرة وقادرة على الاعتماد على نفسها - ما زال بعيداً."
وطالب كرزاي المجتمع الدولي بمواصلة دعم أفغانستان حتى بعد موعد الانسحاب العسكري المحدد عام 2014 قائلاً: "سنحتاج إلى دعمكم القوي لعقد مقبل على الأقل، سنحتاج إلى تدريب قواتنا وتجهيزها بمعدات للجيش والشرطة ومد يد العون بتشكيل مؤسسات الدولة."
من جانبها، أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية،هيلاري كلينتون، أن بلادها ستقف إلى جانب أفغانستان لفترة طويلة مقبلة، كما انتقدت قرار باكستان بعدم حضور المؤتمر قائلة إنه من الضروري مشاركة جميع جيران أفغانستان في دعم عملية المصالحة مع حركة طالبان وسائر التنظيمات المسلحة.
وأضافت قائلة: "كنا بالتأكيد سنستفيد من مشاركة باكستان في هذا المؤتمر."
وأقرت الوزيرة الأمريكية بصعوبة طلب المزيد من الأموال لدعم العملية السياسية في أفغانستان، نظراً للظروف الاقتصادية العالمية، ولكنها قالت إن العالم سيخسر الكثير في حال عودة أفغانستان لتصبح أحد مراكز "الإرهاب" في العالم.
وكانت باكستان قد قالت إنها سوف تعيد تقييم علاقاتها مع الولايات المتحدة والناتو" وقوات المساعدة الأمنية الدولية "إيساف" التابعة للحلف الأطلسي على خلفية مقتل وإصابة 37 جندياً باكستانيا في قصف نفذته مروحيات تابعة للناتو داخل الأراضي الباكستانية نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقال مكتب رئيس الحكومة، إن رئيس الوزراء، يوسف رضا جيلاني، سيناقش في البرلمان طائفة من التدابير بشأن القضايا المرتبطة بمستقبل التعاون بين باكستان مع الولايات المتحدة والناتو وإيساف،" فيما قد يعتبر أسوأ نكسة للعلاقات بين واشنطن وحليفها الأبرز في مكافحة الإرهاب.