كابول، أفغانستان (CNN)-- حذر مسؤول أفغاني رفيع من تزايد احتمالات اندلاع مواجهة عسكرية مع باكستان، على خلفية اتهامات وجهتها كابول إلى إسلام أباد، بالوقوف وراء اغتيال الرئيس الأفغاني الأسبق، برهان الدين رباني، والذي كان يترأس المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان.
وقال أشرف غاني، كبير مستشاري الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، لـCNN الاثنين، إن ارتباط باكستان واغتيال الرئيس الأسبق أدى إلى توحيد البلاد "ضد حالة الانقسام"، دون أن يفصح عن مزيد من التفاصيل.
وجدد مسؤولون أفغان اتهامهم لباكستان بالضلوع في "مؤامرة" اغتيال رباني، الذي كان يقود عملية المصالحة مع طالبان في أفغانستان، وقضي في هجوم انتحاري استهدف منزله في 20 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وقال مسؤول استخباراتي أفغاني لـCNN إن الانتحاري وصل إلى منزل رباني في الوقت نفسه الذي كان سيعقد فيه اجتماع بين رباني ووفد يمثل حركة طالبان.
وأضاف أن الانتحاري زعم أنه أحد أعضاء حركة طالبان، وجاء للمشاركة في محادثات السلام والمصالحة، ثم فجر نفسه عندما دخل المنزل.
تأتي التحذيرات الجديدة الصادرة من كابول وسط توتر متزايد في أعقاب غارة جوية شنها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، استهدفت نقطة عسكرية تابعة للجيش الباكستاني، قرب الحدود الأفغانية، أسفرت عن مقتل 24 جندياً باكستانياً وإصابة آخرين.
وبينما تحدثت تقارير عن قيام مروحيات الناتو بشن الغارة داخل الأراضي الباكستانية، فجر السبت الماضي، رداً على تعرضها لإطلاق نار، وصف المتحدث باسم الجيش الباكستاني، اللواء أطهر عباس، تلك التقارير بأنها "محاولة لخلق المزيد من الأعذار والمبررات."
وأدان عباس الغارة بقوله: "ليس هنا ما يبرر هذا الحادث، وما من مجال للالتباس حول مواقع نقاط التفتيش هذه التي تقع داخل الحدود، وهي معلمة بوضوح في خرائط الناتو"، كما فند المتحدث الباكستاني، خلال حديثه لـCNN، مزاعم الناتو بملاحقة عناصر مسلحة داخل المنطقة.
وفي رد سريع على الهجوم، قالت الحكومة الباكستانية إنها ستوقف تدفق إمدادات حلف شمال الأطلسي في منطقة "خيبر"، على الحدود مع أفغانستان، وفقاً لما أكده جميل خان، المسؤول الحكومي في منطقة خيبر.
كما ذكرت إسلام أباد أنها سوف تعيد تقييم علاقاتها مع الولايات المتحدة، وقوات المساعدة الأمنية الدولية "إيساف"، التابعة للحلف الأطلسي، على خلفية القصف، فيما قد يعتبر أسوأ نكسة للعلاقات بين واشنطن وحليفها الأبرز في مكافحة الإرهاب.(التفاصيل)
وهذه ليست المرة الأولى التي يقصف فيها حلف شمال الأطلسي مواقع داخل الحدود الباكستانية، إذ تتكرر حوادث من هذا النوع، يصفها "الناتو"، بأنها تقع عن طريق الخطأ.