أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- ما بدأ كانتفاضة شعبية أطاحت بنظام الرئيس التونسي المخلوع، زين العابدين بن علي، قبيل الامتداد إلى الجزائر والأردن واليمن والسودان، وبطبيعة الحال، مصر، قد تتجه الآن إلى سوريا.
فحركات المعارضة في سوريا تدعو عبر الموقع الاجتماعي "فيسبوك" لمسيرات حاشدة السبت في العاصمة دمشق وحلب وعدد من المدن الكبرى للاحتجاج على حكم الرئيس بشار الأسد.
وينادي المحتجون بتحسين مستويات المعيشة وحقوق الإنسان ومنح صوت أكبر للشباب، وفقا لمعهد الأبحاث الإعلامية للشرق الأوسط، ومقره واشنطن.
ومن غير الواضح عدد من سينضمون للاحتجاجات سورية رغم دعم الآلاف، ويبدو أن الكثيرين منهم خارج البلاد، أبدى دعمهم للتحرك على صفحات "فيسبوك"، بحسب المعهد.
والأحد، تذوقت السودان طعم الاحتجاجات بمطالبة عدد غير محدد من الطلبة الجامعيين وغيرهم الإطاحة بالحكومة في مسيرة نظمت عبر "فيسبوك" مستوحاة من النموذج التونسي.
وندد طلاب من "جامعة الخرطوم" بارتفاع أسعار المعيشة والفساد، وقالت المجموعة في صفحتها بفيسبوك: "الشعب السوداني لن يظل صامتاً بعد الآن.. حان الوقت للمطالبة بحقوقنا واسترداد ما هو لنا بمسيرات سلمية لن يتخللها أين نوع من أنواع التخريب."
وذكرت صحيفة "سودان تريبيون" نقلاً عن قوات الأمن إنها اعتقلت سبعين شخصاً، بينهم 40 طالب، عقب المسيرة.
وتأججت اضطرابات شعبية في المنطقة مستوحاة من التجربة التونسية التي نجحت في الإطاحة بنظام بن علي، إثر إضرام الطالب الجامعي، محمد البوعزيزي، 26 عاماً، النار في نفسه بعد مصادرة الشرطة لعربة بيع فاكهة كان يقتات منها.
وتوفي البوعزيزي في وقت لاحق قبيل أن يشهد سقوط الدولة البوليسية في بلاده.
وإلى ذلك، تؤكد الاضطرابات حقيقة قاتمة عن الأنظمة الاستبدادية في جميع أنحاء العالم: فقد انهار الحاجز الإلكتروني وانهارت معه قدرتهم على السيطرة على تدفق المعلومات.
ثمة خط مباشر بين هذه الثورات والثورة في الإعلام العربي التي انطلقت منذ 15 عاماً، ويمكن للمرء أن يجادل بأن ما يحدث هو النتيجة الحتمية، فمطالب التغيير أصبحت "فيروساً إلكترونياً" ينتقل إلى الدول متسرباً عبر الحدود.