دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- سقط 20 قتيلاً على الأقل وأكثر من مائتي جريح في المواجهات التي اندلعت بين قوات الأمن الليبية وآلاف المحتجين في مدينة بنغازي شرقي الجماهيرية الليبية، وفق ما أكدت مصادر طبية لـCNN الجمعة.
وشهدت مدينة بنغازي، إحدى كبرى المدن الليبية، مظاهرة حاشدة ظهر الجمعة، شارك فيها عشرات الآلاف من المحتجين، الذين حملوا جثث قتلى المواجهات التي وقعت في وقت سابق من الأسبوع الماضي بين قوات الأمن والمتظاهرين المناوئين للزعيم الليبي معمر القذافي.
وأفاد المتحدث باسم "الجبهة الوطنية لتحرير ليبيا" المعارضة، محمد عبد الله، بأن مسلحين ينتمون للجان الشعبية (الحكومة الليبية)، أطلقوا الرصاص الحي على المتظاهرين، دون أن يتضح ما إذا كانت المواجهات قد أسفرت عن سقوط مزيد من الضحايا، كما لم تتوافر أي معلومات بشأن حصيلة ضحايا المواجهات السابقة.
ولا يتوافر صحفيون لـCNN في ليبيا للتأكد من التقارير الخاصة بتطورات الأوضاع في الدولة العربية الواقعة في شمال القارة الأفريقية، بينما اكتفت وسائل الإعلام الرسمية ببث مشاهد وتقارير عن مظاهرات مؤيدة للزعيم معمر القذافي، الذي يحكم الجماهيرية الليبية منذ أكثر من أربعة عقود.
كما شهدت مدينة "البيضاء"، شرقي ليبيا، مسيرة حاشدة ضمت الآلاف الذين شاركوا في تشييع 13 قتيلاً سقطوا خلال المواجهات، بحسب عبد الله، الذي أفاد بأنه يتلقى تقارير موثوقة حول تطورات الأحداث الجارية في ليبيا، مشيراً إلى أن العديد من المدن الليبية شهدت مظاهرات مماثلة الجمعة.
وفي تطور آخر الجمعة، ذكرت تقارير غير رسمية أن عدداً من المحتجين في مدينة بنغازي، تمكنوا من إطلاق سراح مجموعة من المعتقلين الذين كانت قوات الأمن الليبية قد ألقت القبض عليهم في وقت سابق من الأسبوع الماضي، بحسب ما ذكر المتحدث باسم الجبهة المعارضة.
وقال عبد الله إن المتظاهرين أضرموا النار في مركز للشرطة والمقار الرئيسية للجان الشعبية في كل من بنغازي والبيضاء ودرنة، ولم يمكن لـCNN التأكد من صحة تلك التقارير بصورة مستقلة.
وكانت العديد من المواقع التابعة للمعارضة الليبية قد دعت المتظاهرين للخروج إلى الشوارع بمختلف المدن الليبية في "يوم الغضب" في 17 فبراير/ شباط الجاري، الذي يوافق ذكرى احتجاجات عام 2006، والتي قُتل خلالها 12 متظاهراً على يد قوات الأمن الليبية.
تأتي المسيرات في ليبيا في وقت تشهد فيه عدد من الدول العربية احتجاجات شعبية تطالب بإصلاحات وتغييرات سياسية، مستوحاة من نموذجي تونس ومصر، وكان الزعيم الليبي قد أبدى دعمه لنظيريه التونسي زين العابدين بن علي، والمصري حسني مبارك، إبان فترة الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالتغيير.