الكويت (CNN) -- كشف ناصر العبدلي، رئيس الجمعية الكويتية لتنمية الديمقراطية، أن مجموعات من الشباب على موقعي "تويتر" و"فيسبوك" وجهت دعوات لمسيرات احتجاجية بالعاصمة في الثامن من مارس/آذار المقبل، للمطالبة بتعديلات تتيح انتخاب الحكومة من الشعب مباشرة، وقال إن قضية البدون وجدت بعض الحلول الإنسانية التي دفعتهم لكبح تحركهم، لكنها لم تحل سياسياً.
وقال العبدلي، في اتصال مع CNN بالعربية: "لقد تدخلت أطراف سياسية عديدة مع البدون لدفعهم إلى وقف تحركهم لأن الخروج الأساسي لهم لم يكن بالصيغة المفترضة، التي كانت ستقتصر على تحرك سلمي متكرر، بل حصل صدام بينهم وبين القوات الخاصة، وهذا أثر، حتى على التعاطف الشعبي معهم، وهناك الآن نواب وقوى اجتماعية تدخلت لتهدئتهم."
ولفت العبدلي إلى أن الوعود التي أطلقتها الحكومة والتصريحات الإيجابية تجاه مطالب البدون ستوفر بعض أشكال الحل للمشكلة، واستطرد قائلاً: "الواقع أنه ليس لدى الحكومة إلا حل إنساني عبر التقديمات الاجتماعية ما يماثلها، ولكن الحل السياسي غير موجود."
وعن المواقف التي تتالت من القوى السياسية الكويتية المعارضة لجهة رفض النزول إلى الشارع قال العبدلي: "القوى السياسية الكويتية المعارضة ترفض الاحتكام للشارع، ولكن هذا لا يعني بأن الأمور قد لا تذهب إلى هذا الاتجاه، لأننا رأينا في حالتي مصر وتونس كيف كانت القوى الشعبية تسبق دائماً القوى السياسية."
وأضاف العبدلي إن مجموعات شبابية على موقعي "تويتر" و"فيسبوك" وجهت دعوة لمظاهرة في ساحة الصفاة وسط الكويت في الثامن من مارس/آذار المقبل، ومطالبها تتركز في انتخاب الحكومة مباشرة من الشعب.
وعن كيفية تعامل السلطات مع هذا التطور قال الناشط الكويتي: "الرهان سيكون على عدد الحضور، فإذا كان بالآلاف فقد يصار إلى الحوار معهم، أما إذا كان العدد محدوداً، فقد يتم تجاهل المطالب."
وتابع قائلاً: "هذا التحرك لا تريده القوى المعارضة في البرلمان وخارجه، ولكن التجارب السابقة علمتنا أن التحرك في الشارع بيد الشباب وليس القوى السياسية."
وكانت مجموعات من فئة عديمي الجنسية "البدون" في الكويت قد اشتبكت مع الشرطة يومي الجمعة والسبت، وتجمع مئات المحتجين في منطقة "الصليبية" شمالي العاصمة الكويتية، للمطالبة بحقهم في الحصول على الجنسية، وكذلك للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين الذي ألقت قوات الأمن القبض عليهم خلال المسيرة الاحتجاجية التي نظمها "البدون" في اليوم السابق الجمعة.
وبدأت الاحتجاجات الجمعة بمشاركة نحو 300 متظاهر، إلا أن عدد المتظاهرين أخذ يتزايد بعد صلاة الجمعة، إلى أن وصل إلى أكثر من ألف متظاهر، مما أدى إلى إغلاق الشوارع المحيطة بموقع الاحتجاج، وحاولت قوات الأمن الكويتية تفريق المتظاهرين باستخدام خراطيم المياه.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الكويتية، العقيد عادل الحشاش، لـCNN السبت، إن قوات الأمن طلبت من المتظاهرين التوقف عن تنظيم الاحتجاجات واللجوء إلى تقديم مطالبهم عبر القنوات الشرعية.
ولا تتوافر حصيلة رسمية بعدد "البدون" الذين يعيشون في الكويت، إلا أن تقارير ترجح أن الدولة الخليجية، والتي تُعد حليف رئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، تضم ما يقرب من 100 ألف من عديمي الجنسية.
وكان أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، قد حذر من محاولات البعض اللجوء إلى "الشارع" لطرح القضايا السياسية بدلاً من مناقشتها تحت قبة البرلمان، معتبراً أن مثل هذه الممارسات من شأنها "زج البلاد في أتون الصراعات السياسية."
من جانبها، دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" وزارة الداخلية الكويتية إلى "الامتناع عن استخدام العنف في تفريق التجمعات السلمية"، وأشارت إلى قيام القوات الخاصة، مساء 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، باستخدام العنف في تفريق تجمع سياسي، مما أسفر عن إصابة عدد من الأشخاص، بينهم أربعة نواب بمجلس الأمة.